أشاحت السامرية في وجهه ؛ كيف تطلب مني أعطيني لأشرب ؛ وأنت يهودي و أنا امرأة سامرية ؟ ولما أتي تلاميذه تعجبوا أنه يتحدث مع امرأة ! وسامرية ! لكن المسيح كان مصممًا علي أن يهدم إستعلاء الرجل علي المرأة بنفس عزمه علي أن ينقض العداوة بين اليهود والسامريين!
دخلت معه المرأة السامرية كعادة البشر في جدال طائفي : أنتم تصلون في أورشاليم ؛ وأما نحن فنصلي في جبل جرزيم !( طائفتنا وطائفتكم؛ كنيستنا ومسجدكم) أما المسيح فيجيب عليها بهدوء لا في أورشاليم ولا في جبل جرزيم ؛ بل الساجدون لله فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا ؛ لم تر راباي ( معلم ) بهذا النور والمحبة من قبل ! لماذا أنت مختلف عن الآخرين هكذا ؟ لو تعرفين ؛ وسوف يصلبونه أيضا ! لانه مختلف ومتميز عنهم هكذا !
ثم يواجهها المسيح بجوهر مشكلة الانسان التي في أعماقها والتي أشقتها كل أيام حياتها؛ إنه العطش ؛ العطش العميق والحاجة الي الحب والأمان الذي لم يتفهمة أبدا رجال الدين والشريعة القساة ؛ ولا يعرفون طريقة للتعامل معه سوي بالحجارة والرجم ! وأن عنده الحل لمشكلة الانسان وعطشه؛ مع مشكلة الشريعة وحجارتها ؛ إنه نهر الحب والحياة الذي يروي عطش وإحتياج الانسان الي الحب ؛ والإحساس بالوجود ! إنه الروح القدس ؛ روح الله المحي المفرح المريح للإنسان المتعب ؛ تحبي تشربي من نبع الحياة؟ نعم؛ و لكن من يوصلني الي ينبوع الحياة الابديه هذا ! نحن لذلك في إنتظار المسيا ؛ حسنا أنا هو المسيح !