الله نور لا ظلمة فيه البتة؛ غير مُجرب بالشرور؛ ولذا فهو لا يجرب أحد بالشرور؛ ولكن كل واحد يُجرب إذا انجذب وانخدع من شهوته ! الشر لا يحدث بسماح من الله؛ ولكن بالمعاندة والمقاومة لمشيئة الله؛ يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء؛ كم مرة (أردت) ولم تريدوا ! الله لم يترك العالم للشر؛ وبدون تدخل؛ بل لأجل هذا أٌظهر ابن الله لكي ينقض أعمال إبليس؛ وكان يجول يصنع خيرًا ويشفي المتسلط عليهم من إبليس؛ وأودع نفس السلطان أي سلطانه في كنيسته: من يؤمن بي فالأعمال التي أنا أعملها يعملها هو أيضا وأعظم منها لأني ماض إلى أبي؛ ولأنك حفظت كلمة صبري أنا أيضا سأحفظك من ساعة التجربة العتيدة أن تجرب الساكنين علي الأرض؛ دون أن ينسحب هذا بالطبع علي الذين اختاروا الظلمة ورفضوا النور! أما إذا كانوا يريدون أن يعيشوا تحت الظلمة وظلال الموت؛ ويأخذوا تعليمهم من سفر أيوب وكل ما أعطي لبشرية تحت السقوط والموت في عهد ما قبل أن يظهر ابن الله الذي نقض أعمال إبليس؛ فليكن لهم ما اختاروه!
أما أن يعلموا شعب المسيح بجهل تعليم العهد القديم بعدما جاء المسيح بالجديد وبالحياة الغالبة للموت والفساد؛ فمن يريدهم ويريد تعليمهم فليبق معهم في عهد ناموس الخطية والموت؛ وليشرب براحته من نفس المنقوع الذي يشربون منه: الجهل بكلمة الله والغباء الغلاطيني الأعمى المرتد عن حق الإنجيل إلى ناموس الخطية والموت!
أما عن موت حنانيا وسفيرة؛ فهذا هو طبق الأصل ما سيحدث لهم؛ إنه ثمرة المواجهة بين المسيح النور الكامل الذي يحمله الرسول بطرس؛ وبين روح الكذب والخداع الذي أتحد بمشيئته كل من حنانيا وسفيرة! فاحتراق إبليس بالمواجهة مع مجد المسيح هو الذي تسبب في موت حنانيا وسفيرة أمرأته؛ وهذه صورة مصغرة لمعنى استعلان ابن الله في مجده في مجيئه الثاني؛ أن هذا المجد الذي سيغير القديسين إلى صورة جسد مجده، هو بعينه الذي سيتسبب في هلاك الأشرار؛ تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله!