مسيح إنجيل النعمة :
إنجيل القديس يوحنا هو آخر الأناجيل كتابة تاريخيا ؛ وكتب بقصد بلورة الرؤية المسيحية والبرهنة علي شخص إبن الله وإرساليته ؛ في مواجهة الصراع الفكري المعاصر آنذاك مع الفلسفة الهلينية؛ ومن هنا تتضح أهميته الخاصة في فهم وتقديم المسيحية. القراءة البسيطة لمقدمة إنجيل يوحنا ؛ تكشف هوة الجهل والضلال التي وقع فيها فريق كبير من المسيحيين في العصور الوسطي ؛ أراه متعمدا! بهدف التعتيم علي المقارنة الصارخة بين يهودية شريعة(ناموس)موسي؛ و إنجيل تجسد الكلمة بالمسيح يسوع ؛ وهي المقدمة التي أسس عليها القديس يوحنا تقديمه للمسيح ؛ وللإجابة علي السؤال : لماذا المسيحية ؟ في مواجهة مورثي اليهودية والفلسفة ؛ علي السواء: أن تجسد الكلمة (أي الإنجيل) بديلا ناجحا ؛ وليس إمتدادا للشريعة والإحباط الذي أصاب البشرية بها ! والمقارنة لخصتها هذه العبارة : الناموس بموسي أُعطي وأما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا ؛ فالحق المطلق قد تجسد وصار إنسانا وأُعطي بالنعمة المجانية للإنسان بالإنجيل وهذا هو سر خلاصه؛ الذي لم تستطع الشريعة الموسوية تحقيقه له. لقد أتخذ البعض من الجدل حول قانونية وحي العهد القديم - عن خبث ؛ أو عن جهل وغباء- وسيلة للتشويش علي ؛ وطمس هذه الحقيقة الصارخة التي تعلن لماذ الانجيل والتجسد ؟وأن ناموس العهد القديم لم يقدم خلاصا ولا حلًا للإنسان ! وقد صار هذا بإنجيل النعمة بالمسيح يسوع فالإنجيل ليس إمتدادا للناموس ؛ ولكنه بديل الكمال ( التكميل) لناموس العهد القديم! الجهل المريع بهذه الحقيقة ؛هو الذي أوصل مسيحيتهم إلي تكون نسخه من يهودية الناموس والشريعة ؛ وقد أضيف اليها الإيمان بأن يسوع الناصري هو المسيا المنتظر ؛ دون التحول إلي جوهر المسيحية : الدخول في ؛ وقبول نعمة العهد الجديد ! وبهذه المقارنة المركزة والمختصرة أكون قد كشفت للباحثين عن الحقيقة المفتاح الجوهري للصراع الحادث بين تلاميذ مدرسة الآباء ولاهوت الآباء من جهة ؛ وبين تلاميذ الجهل بلاهوت الآباء من الجهة الأخرى !