ينير كل إنسان!
لست أنا الذي أخترت لقب " الاغبياء" للمرتدين إلي اليهودية من الايمان بالمسيح ؛ ولكنه الرسول بولس نفسه في رسالته إلي أهل غلاطيه والمتضمنة في العهد الجديد.
الارتداد عن الايمان بالمسيح هنا ؛ ليس إرتدادا لفظيًا ولا علنيًا لكنه إرتداد في جوهر الايمان مع الاحتفاظ بالشكل والمظهر. وهو ليس إنكارً للمسيح بنطق الشفتين ؛ ولكن بالعودة إلي الناموس ولاهوت العهد القديم. دون البناء والتأسيس علي المسيح ولاهوت العهد الجديد ؛ وهذا التناقض مع الايمان بالمسيح يتغطي بذريعة أن كل الكتاب المقدس موحي به من الله ! الرسول بولس يدعو هؤلاء المرتدين إلي الناموس والأركان الضعيفة أغبياءً ؛ لانهم يستهينون أو لم يفهموا عطية العهد الجديد أو أنهم في حال واقعنا المعاصر لم يختبروها ؛ فتصبح مسيحيتهم عباره عن يهودية قبلت الايمان بالمسيح دون قبول نعمة العهد الجديد ؛ ولذلك فهم يشرحون المسيحية بناء علي الناموس ولاهوت العهد القديم ؛ وهؤلاء الاغبياء يمكنهم أن يصيروا كهنة وأساقفة في الكنيسة المسيحية ويضلوا الكثيرين بتعليمهم المرتد عن حق الانجيل بإسم الحق الكتابي ! الأشر من هذا كله ؛ أنهم حينما يصلون إلي كراسي السلطة الكنسية فإنهم يتهمون معلمي الارثوذكسية بالهرطقة! ولانهم يؤسسون إيمانهم علي القديم فإن المسيح في إيمانهم قد جاء لكي يتمم الناموس وأن صليبه إنما ليتمم الناموس ؛ وليس لكي يكمل الناموس بعطية الحياة والطبيعة الجديدة ؛ جوهر المسيحية التي لا تجد لها ذكرا في تعليمهم المبتور ! أو أن الدينونة هي العقوبة كما تعلموا من الناموس وليست هي رفض إستلام النور الحقيقي ؛ كما يعلم المسيح في عهده الجديد. الكلمة اليونانية "لم تدركه" في نص إنجيل يوحنا : "النور يضئ في الظلمة والظلمة لم تدركه" تعني أنها لم تغلبه وتعني لم تفهمه؛ وهذا هو سبب الغباء وعدم إنكشاف البرقع عن قلوبهم : أن الابن الكلمة النور الحقيقي ؛ لم يصر اليهم بعد ؛أي لم يتحدوا به ولم يصيروا شركاء فيه بالروح القدس ؛علي الرغم من إيمانهم به ؛ ومن ثم فهم ما يزالوا يعيشون في ظلال القديم وتحت العقوبة والموت كان هو النور الحقيقي الذي جاء إلي العالم لكي " ينير كل إنسان" وليس لكي ينير لكل إنسان ! أتركوهم ؛ هم عميان قادة عميان