"ولكن لما جاءت الوصية عاشت الخطية؛ فمت أنا!" (رو ٩:٧)
قليلون هم الذين فهموا واستوعبوا هذه المقارنة بين برنامج الشريعة التأديبي والانضباطي في قيادة وتوجيه البشرية؛ وبين العهد الجديد بيسوع المسيح؛ فما إستقر في وعي الناس هو أن الشريعة هي عهد الله مع الناس بإتفاق أن من ينجح فيها يثاب بالحياة الأبدية؛ وأن من يفشل يعاقب بالهلاك الابدي!
وأن المسيح جاء لكي يساعد الإنسان الفاشل في تحقيق مطالب الشريعة؛ بأن حققها وأنجزها هو من أجل الإنسان ولصالحه مع الصفح عن جميع خطاياه بإستحقاقات ذبيحته الكفارية! والمؤسف أن هذا الفهم المقيد بالعهد الاول (أي القديم) لم يدرك أن العهد الجديد ليس إمتدادا للقديم؛ وغير مؤسس عليه؛ ولكنه بديل جديد! وكامل له (وهذا هو معني التكميل).
لأن تقديم الشريعة للإنسان بواقعه تحت السقوط لم ينجح في مساعدته علي تجاوز حالة السقوط بل علي العكس أكد علي فشله وإحباطه وأضاف عليه العقوبة التي أوجبتها الشريعة علي المخالفين! وهذا هو معني أن نتيجة تطبيق الشريعة أنها أكدت وقننت موت الإنسان؛ دون موت الخطيه! التي بالعكس أظهرتها الشريعة أكثر!
العهد الجديد هو إتفاق جديد بين الله والإنسان يقوم علي فكرة أخري تمامًا وهي: تجديد الإنسان وإستعادته إلى صورته الأولى قبل السقوط وتوصيله وتثبيته في مصدر جديد للقداسة وهو حياة الله نفسها بالروح القدس؛ وهذه هي غاية التجسد الاتحاد بالمسيح الذي قال : أنا هو الحياة.
فهل أدركتم الآن؛ أن الذين يعلّمون بأن المسيح جاء لكي يتمم الناموس هم غلاطيون