القديس بولس الرسول ؛الذي إستخدم تعبير لكنيسة جسد المسيح ؛ وأن المسيح هو رأس هذا الجسد في ( أف١ : ٢٣/٢٢) هو نفسه الذي إستخدم تشبيه جسد المسيح أي الكنيسة بالجسد الانساني؛ في شرحه لتوزيع أدوار عمل المواهب الروحية في أعضاء الكنيسة أفرادًا كما تتشارك أعضاء الجسد الانساني في التكامل من أجل حياة الانسان ؛ التشبيهان مختلفان وغير متقاطعان في أي أمر ما عدا إستخدام نفس تعبير" الجسد" ! فتعبير وتشبيه المسيح رأس الجسد الكنيسة؛ غير مأخوذ علي الإطلاق من صورة الجسد الانساني ! ولكنه مشبه من الشجرة أي الكرمة ؛ حيث أن رأس الشجرة هنا هو جذع الشجرة التي ينمو منه كل الاغصان: "وغير متمسك بالرأس الذي منه كل الجسد بمفاصل وربط متؤازرا و مقترنا ينموا نموا من الله (كو١٩/٢)
فالكنيسة هي الكرمة(الشجرة) التي رأسها ( أي جذعها) هو المسيح الذي منه تنموا كل الاغصان وتستمد غذائها وحياتها؛ والشرح هنا هو للقديس كيرلس عمود الدين : المسيح هو رأس الكرمة ونحن الاغصان ؛ الجسد ؛ وبداية من هذا التوضيح للفارق بين تشبيه خدمة المواهب بجسد الانسان ؛ وتشبيه المسيح رأس الجسد الكنيسة بالشجرة ؛ يتضح لنا سبب الالتباس في الفهم الذي ساد علي أذهان الكثيرين في فهم عبارة الرجل رأس المرأة التي تقرأ بخلفية التشبيه بجسد الإنسان؛ وتقرأ مجتزأة من سياقها الذي هو "الرجل رأس المرأة كما أن المسيح أيضا رأس الكنيسة وهو مخلص الجسد"(أف ٢٣/٥) والفارق هائل بين التشبيهين الذي يجعل فيه الرجل مركز الرئاسة والقيادة والتحكم في تشبيه جسد الإنسان ؛ مع التطبيقات المأخوذة من المورثين اليهودي والإسلامي! وبين أن يكون الرجل هو الرأس كما الجذع للشجرة والمسيح للكنيسة ؛يمدها بالحب والرعاية كمعني حقيقي للحياة ؛ ولذلك ففي الموروث الاسلامي ؛ الرجال قوامون علي النساء ؛ ولكن في المورث المسيحي :الرجل مساوٍ للمرأة ؛ والمرأة ليست من دون الرجل ؛ وتخضع لرجل واحد بسبب إختيارها له رجلا لها ؛ وليس جنس النساء يخضعن لجنس الرجال ! بل لرجلها مختارها وحده ؛ وكما تخضع الكنيسة للمسيح وعلي مثاله الذي هو : أحب المسيح الكنيسة وبذل نفسه لاجلها !