خطط أبشالوم إبن داود الملك العظيم؛ لإنتزاع الملك من أبيه ! وفاته أن المُلك يُعطي من العلي المتسلط في مملكة الناس ؛ وأنه يعطي الملك لمن يشاء! ولَم يتعظ من قصة ملك أبيه الذي كان راعيا لغنم جده ؛ وأخذه الرب من وراء الغنم وأقامه ملكا بيد صموئيل النبي علي كل مملكة إسرائيل عوضا عن شاول الملك الذي رفض كلام الرب ؛ فرفضه الرب من الملك! و لم يتعلم من قصة أبيه؛ أن من يثبت في المحبة يثبت في الملك ؛ بشهادة خصمه شاول نفسه: " الآن علمت أنك تكون ملكا و تثبت بيدك مملكة إسرائيل" (١صم٢٠/٢٤) بعدما أفلته داود من الموت بمحبته في مغارة ( عين جدي) بينما كان نصيب مملكة شاول "سفاح الكهنة" هو إلى الزوال!
أبوشالوم إرتأي أنه هو الوريث ؛ ومن حقه أن يزيح أبيه المختار والمعين بالقانون وبالإجماع وأن يأخذ هو مكانه ! فنظم إنقلابا علي أبيه !
لا يهم الآن سرد الاحداث و لا توزيع الأدوار ؛ من هو المخطط ومن المتواطئ ومن الوريث ومن القاتل ؛ فجميعهم لهم إسم واحد في التاريخ هو يهوذا ( أو أبشالوم) الخائن! الطامع في عرش أبيه! ونهاية يهوذا هي نهاية أبشالوم هي نهاية قاتل إبيفانيوس ومهندس الجريمة ؛ هي كذلك نهاية الوريث الحالم بالعرش! وإبيه الروحي المستند عليه !
أيها التعساء أبناء وتلاميذ الحية القديمة المدعوة إبليس وأثيمة إبن الهلاك ؛ الذي نصب نفسه مكان المسيح في هيكله ! أما قرأتم قط ما هو مكتوب في التاريخ والكتاب المقدس كيف إنتهي شاول وكيف إنتهي أبشالوم ؛ وكيف كذلك ستنتهي مملكة أبيكم الشريرة ؛ وعلي يد الصغير في إخوته ! راعي غنم أبيه ؟!و أنه من قبل الرب قد صار هذا وهو عجيب في أعيننا ! فالحجر الذي رفضه البناؤون هو قد صار رأسا للزاوية!
لكن الرب كذلك بكي ؛ وأجهش بالبكاء علي المدينة العظيمة :"يحيط بك أعداؤك ويهدمونك وبنيك فيكي ! لانك لم تعرفي زمان إفتقادك"
وبكي كذلك داود النبي علي أبشالوم إبنه المتمرد عند سماع خبر مقتله ! بطريقة إستفزت قائد جيشه يوآب بن صروية! كما رثي شاول الملك الشرير الذي كان يطلب نفسه والذي علي الرغم من كونه شريرا ؛ رثاه يوم موته في الحرب بأيدي الفلسطينيين :"الظبي يا إسرائيل مقتول علي شوامخك كيف سقط الجبابرة" (٢صم١٩/١)
أنا أيضا أريد أن أرفع مرثاة ! "أحشائي أحشائي توجعني جدران قلبي ؛ يئن فيَّ قلبي و لا أستطيع السكوت ؛ لأنك يا نفسي قد سمعت صوت البوق و هتاف القتال!"
أنها تناقضية المحبة مع عدالة القضاء التي لا تترك عصا الأشرار تستقر علي نصيب الصديقين لئلا يمد الصديقين أيديهم للإثم ؛ كيف باد الظالم باد المغطرسة ! فما كنت أتصور في صباي وأنا أقرأ الإنجيل؛ أن عبارة الرب في(متي٢٤)"يضل لو أمكن المختارين أيضًا "؛ يُقصد بها أنها قابلة للحدوث ! بل كنت أتصورها نوعا من فرط التحذير والتحذر ! ولكن الأيام القاسية أرتني بالحزن العميق؛ أنها قابلة للتنفيذ! وأن الشرير قد أمكنه أن يضل ويغوي ويستخدم أيضا لخططه الشريرة ؛ أواني كانت مدعوة للمجد والكرامة ؛ لهذا أنا أبكي ؛ وأرثي ؛ وأُحذر ؛ وأيضا أتحذر !
الدرس الأهم الذي ينبغي أن يعيه شباب هذا الجيل : أن الله لا يشاء أن يهلك أُناسا ؛ بل أن يقبل الجميع إلى التوبة فلهذا يطيل أناته وصبره علي الأشرار ؛ ولكن في الوقت الذي يتمادي فيه حفني وفينحاس إبني عالي الكاهن في إستهانتهم بالذبيحة بالدرجة التي جعلت الشعب نفسه يستهين ببيت الرب و بقداسته ؛
فهذا معناه أن وقت القضاء ؛ووقت الرثاء قد حان ! وليس عند الله محاباة!