لم يكن المسيح يسوع يبدو في الهيئة إلا كإنسان مثل باقي الناس؛ حتي وإن كان واضحا على شخصيته وإنسانيته التميز! فهو في الواقع العملي إنسان! ولكنه حينما يتكلم كان يعبر عن حقيقة جوهره بتلقائية تصدم سامعه الذي لا يرى أمام ناظريه إلا إنسانا! فكيف يتكلم بهذه الطريقة فائقة التحدي؛ من يكون هذا الإنسان؟ أو في رأي آخرين؛ هو فاكر نفسه إيه؟ هذا الإنسان؟!
هذا التناقض المثير بين تلقائية حديثه المعبر عن جوهره؛ وواقع طبيعية مظهره الإنساني؛ هو ما إستفز المرأة السامرية أن ترد عليه بلهجة متحدية: "لا دلو لك والبئر عميقة؛ فمن أين لك الماء الحي؟!"
و هذا التناقض بين الجوهر والمظهر؛ الذي صار فيما بعد علامة وسمة مميزة لتلاميذه؛ هو ما عبر عمليا في عالم البشر؛ أنه قد نجح في إنجاز المهمة التي لأجلها قد أتي: أن يسترد الإنسان الذي كان قد إنهار تماما؛ ويستعيده ليكون على صورة الله! "على صورة الله خلقه ذكراً وأنثي خلقهم"! (تك ٢٧/١)
هذه الصورة والمسحة الإلهية التي رافقت وميزت كنيسة المسيح؛ كانت دائما هي علامة حضور قوة سلطان المتجسد؛ في الأواني البشرية على مدى السنين؛ فنقلوا الجبال؛ وأقاموا الموتي؛ وحتى إرتفاع منسوب فيضان النيل الذي جاء ضعيفا جدا منذرا بالمجاعة؛ رفعه إلى أفضل مستوى للنهر في تلك السنة؛ إنسان! هو البابا بطرس الجاولي!
ضاعت هذه الصورة المجيدة تماما من كنيسة المسيح؛ وحل محلها كل اشكال النصب والفشل وخداعات الشياطين بصور تخر زيت! وتقديس وعبادة بشر فاشلين؛ في مكان أمجاد الرب في قديسيه؛ حتي صار الكلام عن القيامة والإسترداد لشعب بأكمله! كما كان كلام لوطا؛ كمازح في أعين أصهاره!
فقط أردت أن أُعيد تذكرتكم بما وعدتكم به؛ أن تروا رؤية العين جهارا نهارا؛ يد الرب القديرة وهي تطرح إلي خارج كرمه؛ كل الذئاب الخاطفة التي بددت الرعية والخراف؛ وأن يسترد غنمه التي تشتت في يوم الغيم والضباب
من حقك حتي الآن أن تحتج: لا دلو لك والبئر عميقة؛ فمن أين لك الماء الحي؟!
ومن واجبي أن أُعيد علي مسامعك؛ كلمات الرب لمرثا عند قبر لعازر : "ألم أقل لك: إن آمنت ترين مجد الله ؟"