كان لابد أن نكتب كثيرًا عن سلبيات الحقبة الفائتة في تاريخ الكنيسة المصرية العريقة ؛ و كان لابد أن يقوم بعض الأمناء بنشر مذكرات الراحل الأنبا إغريغوريوس علي الإنترنت بعدما رفض خائن أبيه ومعلمه! نشر كتاب المذكرات في معرض الكتاب القبطي! ثم لم أكن أُحب أبداً ؛ أن تنشر أخطاء وسلبيات جارحة علي الإنترنت؛ و لكنه قد حدث و ثقل ميزان الألم مع كشفت حقائق كثيرة محزنة للغاية.
تصفية الحسابات مع شخص ميت ليست من شيم الاتقياء؛ ولا تفيد بشئ ! كما حاول البعض أن يتصوروا ؛من الذين لم يكتووا بنار الحقد والإنتقام البشع الذي لحق بالكثيرين ظلما ؛ وأولهم الأنبا غريغوريوس ؛ الذي رقد في الرب و هو لا يملك ثمن دواءه! ولا أدركوا حجم التدمير والهوان و الخراب الذي جري لكنيسة المسيح العزيزة علي قلوب أبنائها ؛ الذي لم يتوقف عن حد التخريب و التجريف لمدة أربعين سنة ؛ بل تم توريث تكميل الشر لخونة آخرين ؛ مع تجنيد مأجورين بالأموال الطائلة المتدفقة من المهجر لمواصلة مسيرة الحقد والانقسام و الكيد والتشويش علي البابا الحالي ؛ ومن ثم لم يكن هناك مفر من كشف كل هذه الشرور لسببين أساسيين:-
الأول : هو حالة التجهيل و التضليل والخداع الواسعة النطاق ؛وعلي مدي سنين طويلة لوعي هذا الشعب ؛ خصوصا أن طول مدة حبريته المشئومة أنشأ جيلا من الشباب وعي علي الدنيا لا يعرف غيرهم قيادات للكنيسة؛ و لا يعرف صورة للكنيسة إلا ما رآه فيهم؛بالحزن العميق ! بالتوازي مع مجهوداتهم المنظمة لتلميع وتقديس عدو المسيح و روحه القدوس في بيته! مع الحملة الطويلة والمنظمة لطرد وهرطقة و شيطنة كل العناصر المستنيرة في الكنيسة بأساليب حقيرة و مقززة مثل حرق الكتب! و التشويه من علي المنابر ! لأسماء رموز الإصلاح و التنوير ؛ فكان لابد من إعادة شرح التاريخ و الأحداث لهذا الجيل كله؛ حتي لا يصدموا في محبة الله وصلاحه حينما يبصروا دينونة الأشرار؛ دون أن يعرفوا حقيقتهم أو لماذا يدانون ؟
أما ثانيا؛ فطبقا للكلمة المقدسة ؛ فإن القضاء و الدينونة لا ينفذان إلا بإستعلان أولا! إستعلان يعلن للأشخاص أنفسهم ما هي خطيتهم التي سيدانون بسببها ؛ و يعطيهم ضمنا الفرصة الأخيرة للتوبة ! لأنه لا يشاء أن يهلك أناس بل أن يقبل الجميع إلي التوبة ؛ كما حدث مع داود الملك حينما أُرسل إليه ناثان النبي( واحد من عامة الشعب) و من حسن التدبير أن داود إعترف قائلا في محضر النبي: قد أخطأت إلي الرب ؛ فإستحق أن يجيبه و الرب قد نقل عنك خطيئتك
و إستعلان لسلطان الله العادل و قداسته في بيته ؛ و أنه هو الذي يدين شعبه وينقي بيته بغير محاباة ؛ و أنه الصانع الحكم للمظلومين ؛ لي النقمة أنا أجازي يقول الرب ؛و أن القضاء ليس فقط عدلا وقداسة وحكما في بيته ؛ولكنه أيضا تنقية و توبة وتطهيرًا لهيكل الرب من أجل إسترداده
أما الخطوة الاخيرة التي تأتي بعد إستعلان القضاء العادل و نزول نار الدينونة من السماء علي الأشرار ؛ أن يؤول هذا إلي إقناع الشعب بالحقيقة التي غيبت عن عيونهم طوال السنين ؛ أن هؤلاء لم يكونوا يوما خداما للمسيح بل ذئاب خاطفة وكهنة لبعل الحقد والكراهية والانقسام ؛ وحتي يشترك الشعب الذي ضُلل؛ في حركة ومسيرة التوبة و التغيير والاسترداد و التصحيح
فالموضوع ليس نقدا لما فات ؛ ولكنه نبش في الجذور لإقتلاعها ؛ و ليست تصفية لحسابات؛ فلقد سوت عدالة القدير كل حسابات وعوضت المظلومين ؛ ولكنه ثورة جادة وقوية للتغيير و لإسترداد الكنيسة مرة أخري إلي لاهوت آبائها و إلي العيش كما يحق لإنجيل المسيح ؛ بما يستتبع هذا بالضرورة و الحتم من تطهيرها من الاشرار و المخربين
بقي أن نقول أنها مجريات عدالة و قداسة الله و سلطانه في بيته التي ستجري بحسب قدرة صلاحه بغير إستئذان ولا إستفتاء لأخذ رأي بشر ؛ لكنه فقط سبق إخبار بما سيحدث لكي تكون آية وعلامة للأتقياء أنها يد الرب و قضاؤه؛ وكذلك الفرصة الأخيرة لنداء التوبة!