هذه واحدة من أجمل وأروع موروثات العهد القديم في النبوات؛ أنها رؤيا ونبوة حزقيال النبي علي العظام اليابسة ( حز ٣٧) ؛ والرؤيا كانت ؛أن أراه الرب بقعة ضخمة مليئة بالعظام اليابسة؛ وسأله: هل من الممكن أن تحيا هذه العظام اليابسة ؟
والسر المذهل لرؤيا حزقيال الذي لم ينكشف أبدا لشرائح واسعة من المسيحيين؛ أن الرب لم يقل له: دعني أريك قدرتي كيف أستطيع أن
أُحيي هذه العظام اليابسة! بل قال له تنبأ يا إبن آدم ؛ وقل لهذه العظام اليابسة: إسمعي كلمة الرب ! والإشارة المذهلة عن خصوصية وحميمية محبة الله للإنسان المتكلم بفمه؛ أن السيد الرب لا يصنع أمرًا لا يخبر به عبيده الانبياء؛ بل" مثل فمي تكون!" فيقول لحزقيال : تنبأ أنت يا إنسان الله ؛ فأعلن و أُنفذ مشيئتي بفمك !
أما تحدي الإيمان والطاعة الفائق فهو أنه يأمره أن ينطق بكلمة النبوة في مسامع" العظام اليابسة! " الغير مموجودة أصلاً! وهنا تحدي الاستجابة بالطاعة والايمان ؛هو الذي يجعل من الإنسان :فما للقدير يعلن به مشيئته! فتتحقق المعجزة الفائقة بالمشيئة الالهية القادرة علي كل شئ ؛بطاعة وإيمان النطق النبوي من فم الإنسان !
ثم يتبقي لنا روعة تحقيق المعجزة؛ أن تصير العظام اليابسة جيش عظيم يسبح الله! النبوة أساساً عن الكنيسة: "وإذ كُنتُم أمواتاً بالذنوب والخطايا ؛ أحياكم مع المسيح " ورسالة النبوة المتحديه للموت والشر وللتاريخ هي هذه :
" ثم قال لي يا إبن آدم ؛ هذه العظام هي كل بيت إسرائيل؛ ها هم يقولون يبست عظامنا وهلك رجاؤنا قد إنقطعنا ؛ لذلك تنبأ و قل لهم هكذا قال السيد الرب: ها أنذا أفتح قبوركم وأُصعدكم من قبوركم يا شعبي وآتي بكم إلي أرض إسرائيل ؛ فتعلمون إني أنا الرب عند فتحي قبوركم؛ و إصعادي إياكم من قبوركم يا شعبي و أجعل روحي فيكم فتحيون"(حز ٣٧: ١٤/١١)
فهل يستطيع المسيح القائم من الأموات أن يقيم كنيسته في مصر كهذه النبوة المجيدة؛ بعدما خربها الاشرار " وقعدوا علي تلها !"
أؤمن وأصدق ! و كل من عنده هذا الإيمان والرجاء ؛ فليتوقع معي بسكوت خلاص الرب ؛لأن: الرب هو الله ؛ الرب هو الله !