بعدما إستولي عدو المسيح علي مقاليد الامور في كنيسته العريقة ؛بأن دفع بشخص مُمْتلك منه إلي كرسي البطريركية؛ وصار ينفث الحقد و الانقسام في أرجاء الكنيسة؛ مقرباً إليه الذين يشتركون معه في عبادة ذاته المريضة بالنرجسية؛ مستخدمًا بريق الرتب الكنسية وكرامتها وأرباحها مع المال الوفير لتجييش جمهور واسع من التابعين؛ وموظفاً ما عنده من غل وطغيان لقمع عارفي حقيقته! فأحكمت الأحبولة علي شعب المسيح للدخول أفواجاً في شبكته؛ مع توظيف العناصر التي خانت وباعت الأمانة لإرضاء غروره وخداع الشباب المسكين الذي فتح عينيه علي الدنيا لا يعرف سواهم ممثلين للمسيح وللكنيسة؛ وموكب الحمامة! نموذجاً صارخاً يحكي للأجيال الجديدة إلي أي مستوي من الانهيار الاخلاقي والمبادئي نزل إليه هؤلاء الخونة!
من كان مراقباً للأحداث وقريباً منها ؛ أستطاع أن يلحظ بسهولة أن هذا الحقود بمجرد أن إستولي علي كرسي البطريركية؛ بدأ بإلتهام كل القامات والعناصر القيادية في الكنيسة؛ بدءاً بمن عينه معيدًا في الاكليريكية ؛ومن رهبنه وتلمذه ؛مرورًا بزملائه جميعاً الذين أخلصوا له وأولهم الرجل الذي ساعده علي الجلوس علي الكرسي! ثم تحول بعد ذلك بالتتابع لإغتيال معنوي لجيل الخدام المختبرين لعمل الروح القدس! واحداً فواحداً ! المؤسف والمحزن أن مجموعات المضللين والمنتفعين الواسعة كانوا يصفقون له ؛كما كانت الدهماء تهتف في ملاعب روما الموت للملحدين ؛ بينما كانت الأسود تفترس أمامهم شهداء يسوع المسيح ؛فيما جبن المستنيرون عن المواجهة إيثارًا للسلامة التي لم تطل ولَم تدم لواحد منهم ؛ حتي جاء عليه الدور أن يرفع صوته المكبوت بالصراخ: إني أُكلت يوم أُكل الفرس الأبيض!
لم يقم بأي دور لتمدد الكنيسة في بلاد المهجر وأوروبا ؛ ولكن قامت به حركة الهجرة الواسعة التي واكبت بالصدفة زمان جلوسه علي الكرسي؛ لكنه إستفاد من ذلك بتوزيع الهبات والتعينات وجمع الدولارات السخية من الخارج ومدخولات الكنائس الكبري في الداخل حتي أتخم من المال والبذخ يغوص فيه وينفقه علي الحاشية أو علي صانعي الشهرة والدعاية وغير ذلك! المهم أنه نجح في أن يجعل بيت الصلاة بيت تجارة ومغارة لصوص !
ثم كانت محلات وترزية الزي الكهنوتي والعمائم ؛ قادرة علي صنع هؤلاء الذين ترونهم في ثياب الحملان هنا وهناك وهم لا يفقهون شيئاً ! ولكنهم شكلوا دعائيًا هذا البناء الأجوف من الجهلة وغير المؤهلين لاهوتياً؛ والنتيجة معروفة للجميع ماذا كانت ثمارهم في خدمتهم أو رعايتهم أو فضائحهم بالأسف!
كان يعلم ويعلمون علم اليقين أنهم سراق ولصوص؛ وأن حصن الشر الذي بنوه يمكن أن ينهار في أي وقت ؛ ومن ثم وظف صنيعته المسعور : المال الكثير ؛في تجنيد هذه الاعداد من الشباب المأجور للدفاع عن بقاء وإستمرار موروث الخراب والشر الذي سلمه الحقود لهم .
طبعاً أنا لا أخاطب الخونة بهذه الكلمات لكنني أخاطب الأمناء الذين لم تنحن ركبهم لهذا البعل؛ تستطيعون أن تبددوا كل المجهود المضني الذي قمنا به علي كل الأصعدة لإقتلاع الشر وإسترداد كنيسة المسيح العريقة إليه؛ بأن تكملوا منهج السلبية الذي أنتهجه آبائنا ومعلمينا المعاصرين! الذي طمّْع الشرير فيهم وفينا! وفتح أمامه الباب علي مصراعيه لكل هذا الخراب والتخريب الذي صار؛ ثم ترك لنا نسلاً شريرًا علي شاكلته ليكملوا مشوار شره وتخريبه !
العلامة أن ما أكتبه إليكم الآن هو أقوال الله؛ هو أنني أكتبه من واقع يجعله خيالا وأوهامًا مستحيلة الحدوث! و لكن متي رأيتم رؤوس تكميل المؤمراة تقطع وتلقي إلي خارج؛ فهذه هي العلامةً لكم أنه وقت الرب ووقتكم وأن دوركم هو: "إمسكوهم لا يفلت منهم أحد" ! و أطردوهم جميعًا بدون رأفة خارج كنيسة المسيح المقدسة؛ وإشغلوا أماكنهم التي بثوا بها شرورهم وشرور أبيهم الحقود .
أن تمتد يد العدل عليهم فهذه هي العلامة؛ وهذه هي الفرصة التاريخية التي إن ضيعتموها ؛فلا تلوموا إلا إنفسكم ! وستكون شهادة عليكم أنكم لم تكونوا يوماً أبناء الشهداء ؛ ولا أبناءً "لأم الشهداء "