كورس في البدء كان الكلمة | المحاضرة الخامسة عشر | الماء الحي
Nov 05, 2025 0
980 79

كورس في البدء كان الكلمة | المحاضرة الخامسة عشر | الماء الحي

باسم الآب والابن والروح القدس، الإله الواحد الذي له كل المجد إلى الأبد، آمين. أهلًا بكم جميعًا في محبة المسيح. هذه هي المحاضرة الخامسة عشر من قراءتنا ودراستنا لإنجيل القديس يوحنا، وهذه المحاضرة موضوعها "الماء الحي". ومن ثم، فسنبدأ بالمناسبة التي استُخدِم فيها هذا التعبير، وهو لقاء المسيح مع السامرية. الرب جلس على البئر وطلب من المرأة السامرية: "أعطيني لأشرب". 
"فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ مِنَ السَّامِرَةِ لِتَسْتَقِيَ مَاءً، فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: «أَعْطِينِي لأَشْرَبَ»" (يو 4: 7).
فأشاحت عنه قائلة: "كيف تطلب مني لتشرب وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية؟". 
"فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ السَّامِرِيَّةُ: «كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» لأَنَّ الْيَهُودَ لاَ يُعَامِلُونَ السَّامِرِيِّينَ." (يو 4: 9).
آدي أول نقطة اللي هي العداء، العداوة، الكراهية.
المسيح قال لها: "لو كنتِ تعلمين من الذي يكلمك، لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حيًا". 
"أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ: «لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا»." (يو 4: 10).
فقالت له: "أعطني من هذا الماء لكي لا آتي وأستقي".
"قَالَتْ لَهُ الْمَرْأَةُ: «يَا سَيِّدُ أَعْطِنِي هذَا الْمَاءَ، لِكَيْ لاَ أَعْطَشَ وَلاَ آتِيَ إِلَى هُنَا لأَسْتَقِيَ»." (يو 4: 15).
فالرب نقلها بقى للنقطة رقم اثنين: "اذهبي وادعي زوجك". "ليس لي زوج". "حسنًا قلتِ، لأنه كان لكِ خمسة أزواج والذي معكِ ليس هو زوجك".
"قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «اذْهَبِي وَادْعِي زَوْجَكِ وَتَعَالَيْ إِلَى ههُنَا» أَجَابَتِ الْمَرْأَةُ وَقَالتْ: «لَيْسَ لِي زَوْجٌ». قَالَ لَهَا يَسُوعُ: «حَسَنًا قُلْتِ: لَيْسَ لِي زَوْجٌ، لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. هذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ»." (يو 4: 16-18).
ومن هنا سيبدأ تكملة الكلام. هو بداية الكلام كانت الحديث عن الكراهية. والجزء الثاني بقى "ادعي زوجك" وهي ليس لها زوج، فالجزء الثاني من الحديث هو روح الشهوة.
بدايةً، ما دام استعملت كلمة "روح الشهوة"، عايز أقول إنه في فرق بين كلمة "شهوة" - "اشتهيت أن آكل الفصح معكم قبل أن أتألم" 
"وَقَالَ لَهُمْ: شَهْوَةً اشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ" (لو 22: 15). - وبين "من نظر إلى امرأة ليشتهيها فقد زنى بها في قلبه". 
"وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ كُلَّ مَنْ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ." (مت 5: 28).
لأنه بعض معلمينا الأفاضل قالوا عن الشهوة، عن الجواز، عن الزيجة، أنها شهوة مقدسة. لا معذرة يعني، هو ما فيش حاجة اسمها شهوة مقدسة. ولا أنت مش لسه قايل إنه "شهوة اشتهيت أن آكل الفصح معكم قبل أن أتألم"؟ ما هو دي قراءة في العربي، لكن لو هتقرأها مثلًا في اللغة الإنجليزية هتلاقي إن في فرق بين desire، أنا عندي رغبة، رغبة قوية، desire، شهوة اشتهيت، وبين كلمة lust، فـ lust اللي هي الشهوة النجسة، اللي هي الشهوة التي من روح إبليس. يبقى ما ينفعش نقول عن الزواج إنه شهوة مقدسة. طبعًا لأنه معلمينا اللي قالوا هذا الكلام كانوا رهبانًا، فمحتمل أن يحدث هذا الخلط في الكلام.
لماذا بدأت بهذا؟ لأن موضوع الحديث هو هذا: أن هذه المرأة كانت متعطشة للحب. وهل عطش الإنسان للحب خطيئة؟ بالعكس، ده عطش الإنسان للحب هو الصورة التي خُلق عليها الإنسان. "نخلق الإنسان على صورتنا كشبهنا"، "فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه، ذكرًا وأنثى، ذكرًا وأنثى خلقهم" تكوين 1: 27. 
"فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ." (تك 1: 27).
فالإنسان خُلق على صورة الله متعطشًا للحب. بس لما أقول بقى هو متعطش للحب، يعني متعطش للحب الحقيقي اللي هو الماء الحي، اللي هو الروح القدس. وإن الإنسان، زي ما شرح القديس أثناسيوس، خُلق متجهًا نحو الكلمة، شاخصًا في الكلمة، في الابن الكلمة، فيه الروح القدس. فكان عطش الإنسان للحب، أي عطشه للروح القدس، مرويًا بالروح القدس. الإنسان فقد الروح القدس، ففقد تيار الحب الذي كان يأتي إليه، فصار عطش الإنسان رايح على فين؟ الشرير ضلله وأخذه إلى روح الشهوة.
طبعًا أنا راعٍ وبأسمع اعترافات الشباب وغير الشباب وبأسمع حاجات طبعًا ما كنتش أعرفها وما تخطرش على بالي، ومن ثم فقد تعلمت من استماع الاعترافات أن الناس اللي سلّمت نفسها لإبليس، ومن ثم إبليس يرويها بروح الشهوة بدل الحب بقى، أن إبليس - البعض حكى لي يعني - أن إبليس بيكلمه ويقول له: أنت عايز كمان؟ عايز إيه؟ عايز هذا المذاق من اللذة بتاعة الشهوة؟ آه، فأنا تعلمت بقى من هذه الخبرات درس مهم جدًا، وهذا ساعدني في فهم الحرب الروحية وفي أسلوب الغلبة عليها. اللي هو إيه؟ اللي هو أن هذه اللذة ليست هي الغريزة. الغريزة هي الميل ناحية الآخر، أيوه، بس الميل ده كان مخلوق عشان يتفعّل بالحب اللي في الروح القدس. عشان كده سر الزواج من الله، سر من أسرار الكنيسة، الله هو الذي قدّم حواء لآدم لأنه كان هذا الميل يتفعّل بالحب، فيصير الاتحاد بين الرجل والمرأة على مثال اتحاد الكنيسة بالمسيح.
الحب، الانحراف هو أن الميل ما اسمه الغريزة، هذا الميل صار يتفعّل بالروح الشرير، بروح الشهوة، مستبدلًا الشرير الحب باللذة، اللذة النجسة. طيب، يعني أنت اختبرت الجواز؟ أيوه، المجمع بتاعنا بيُصر على أن التسليم الرسولي معناه أن رسل المسيح كانوا متجوزين، وأن الأساقفة في العصر الرسولي كانوا متجوزين، لغاية النماذج اللي زي القديس أغريغوريوس النزينزي. ما علينا، بس دي في السكة كده يعني. طبعًا أنا كأسقف اختبرت الزواج، بأندهش إزاي الكنيسة ائتمنت الأساقفة غير المتزوجين على رعاية الشعب وتعليمه إزاي يبني الأسرة. ما علينا، مش عايز أخرج عن موضوعي.
طيب، هل دلوقتي أنا لما أتجه بالحب لإمراتي هل العلاقة هتبقى ميكانيكية؟ هتبقى جافة؟ اللذة اللي بروح إبليس اللي بتحكي عنها دي أنا هتنازل عنها؟ طب وأنا هتجوز إزاي؟ والسؤال: لها بديل؟ ما هو ده اللي أنا عايز أقوله بقى. نعم، لها بديل، هو فرح الروح القدس. تقول لي يا أبونا فرح الروح القدس ده في القلب. ما هو ده السر اللي أنا عايز أعلنه لك، أن فرح الروح القدس لما يغمر الإنسان يغمره روحًا ونفسًا وجسدًا. فبديل الشهوة الحب، وبديل اللذة حاجة اسمها ابتهاج الجسد بالروح القدس. عشان كده أنا بنتهز بس الفرصة في وسط الكلام عن هذا الموضوع المهم أنه أقول لكم وإن احنا نتعلم أن استبدال روح الشهوة بالمحبة اللي في الروح القدس سينتج عنه إيه؟ ابتهاج الجسد.
فدلوقتي هذه المرأة هي نموذج صادق للإنسان اللي هو إيه؟ اللي هو الإنسان العطشان، الإنسان اللي بيدور على الحب. آه، بس هي كمان نموذج صادق لواقع الخليقة التي سقطت، أن عطشها إلى الحب ذهب إلى الشهوة، ومن ثم فقد بحثت عن الشبع، إشباع الحب ده، في الشهوة مع هؤلاء الرجال فلم تجده. ففضلت إنه بدل ما بتشرب بكوب، لها زوج، فضلت إنها تشرب بدون كوب "الذي معكِ ليس زوجك"، 
"لأَنَّهُ كَانَ لَكِ خَمْسَةُ أَزْوَاجٍ، وَالَّذِي لَكِ الآنَ لَيْسَ هُوَ زَوْجَكِ. هذَا قُلْتِ بِالصِّدْقِ." (يو 4: 18).
وخلاص بقى الدنيا بقت مباعة للشهوة. ومن هنا فإن المسيح، له كل المجد، والقديس يوحنا بقى الكاتب الذي انتقى قصة هذه عشان يقدّم هذا المفتاح لنا: المسيح انتقى إنسان، إنسان متعطش للحب، وقد تاه وضُلِّل به الطريق من الحب إلى الشهوة وإلى اللذة.
طيب، فالمسيح قال لها إيه بقى؟ قال لها: أنتِ عطشانة مش كده؟ من يشرب من الماء، من هذا الماء اللي أنتِ بتشربي منه ده، اللي هو الشهوة، يعطش أيضًا. هذا لن يرويكِ بالحب، هتفضلي على طول عايزة، أنتِ ما بتشبعيش، بتجري ورا اللذة. 
لكن لو أنتِ عايزة تشبعي يا إنسانة يا عطشانة، أنا عندي، أنا اللي بأدي الماء الحي. لو كنتِ تعلمين عطية الله... 
"أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهاَ: «لَوْ كُنْتِ تَعْلَمِينَ عَطِيَّةَ اللهِ، وَمَنْ هُوَ الَّذِي يَقُولُ لَكِ أَعْطِينِي لأَشْرَبَ، لَطَلَبْتِ أَنْتِ مِنْهُ فَأَعْطَاكِ مَاءً حَيًّا»." (يو 4: 10).
هنا المسيح كشف لنا بقى السر اللي هو بقى إيه؟ "لأن محبة الله قد انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المُعطى لنا".
"وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا." (رو 5: 5).
فأنتِ لما تاخدي الروح القدس، لما يأتي إليكِ الروح القدس - وهأشرح بقى دلوقتي كلمة "تأخذي الروح القدس" - لما يأتي إليكِ الروح القدس، تأتي إليكِ محبة الله. ولما تأتي إليكِ محبة الله، شوف بقى نرجع للنص بتاع يوحنا 6: 57 "كما أرسلني الآب الحي وأنا حي بالآب، فمن يأكلني يحيا بي". 
"كَمَا أَرْسَلَنِي الآبُ الْحَيُّ، وَأَنَا حَيٌّ بِالآبِ، فَمَنْ يَأْكُلْنِي فَهُوَ يَحْيَا بِي." (يو 6: 57).
لما تأتي إليكِ محبة الله بالروح القدس، تأتي إليكِ حياة الله، تفيض فيكِ الحياة اللي فيا، اللي هي إيه؟ اللي هي حياة الآب. "كما أرسلني الآب الحي وأنا حي بالآب، فمن يأكلني يحيا بي".
ومن هنا، فإنه إنجيل يوحنا بيسلّم السر والمفتاح. وقبل ما أسيب الجزئية دي، عايز أقول لكم كلكم، إذا أردت أن تختبر محبة الله التي بالروح القدس أن تملأك وتفيض فيك، فعليك أن تبدأ بأن تصلب وترفض اللذة اللي إبليس عودك عليها من بداية سن المراهقة. وإذا كنت متجوز بقى، فإذا أردت أن تختبر أن المحبة اللي بينك وبين امرأتك تبقى بالروح القدس، فعليك إنك تعمل إحلال، ترفض اللذة التي بالشهوة، تقطع اللذة التي بالشهوة وتستبدلها بأن تتجه إلى امرأتك، والعكس صحيح، بالمحبة التي في الروح القدس. تركز على محبة وعلى الآخر وترفض اللذة، وتعرف من دلوقتي إن اللذة دي ما هياش شهوة مقدسة، لا، إن اللذة دي هي شهوة من روح إبليس. لأن الذي من روح المسيح هو محبة الله التي تثمر ابتهاج الجسد كما شرحت في البداية.
وبالتالي فإن انسكاب الحب الذي يوحدنا بالمسيح يصير فينا الحياة، حياة ابن الله. ولما تصير فينا حياة ابن الله ويصير فينا محبة الله بالروح القدس، أهو ده بقى الذي يجعل الإنسان لا يأتي مرة أخرى إلى بئر الشهوة ليشرب منه. وده بيشرح ليه الناس مهزومة من الشهوة ومش عارفة تقاومها؟ لأنه ما بيشربش من ماء الروح القدس. أنت شغال معاه في الإرشاد بنظام العهد القديم زي الست دي. إيه سبب أن إنسان العهد القديم كان بيقول: "ويحي أنا الإنسان الشقي! من ينقذني من جسد هذا الموت؟" 
"وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هذَا الْمَوْتِ؟" (رو 7: 24).
مش قادر أعمل الشريعة، وبالعكس الشريعة بتأكد عليّ حكم الموت. ده الكلام اللي قاله الرسول بولس في رومية 6 ورد عليه في رومية 7 ورومية 8. السبب إن ما فيش الروح القدس، إن روح الله فارق الإنسان. "لا يسكن روحي بعد، لا يدين روحي بعد في الإنسان"، 
"فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً»." (تك 6: 3).
إن روح الروح القدس فارق الإنسان وهذا هو السقوط. ومن ثم خلاص، هو ده واقع البشرية.
فالنهاردة أنت عايز تسترد وعايز تلاميذك في الخدمة اللي بتعلمهم يستردوا من روح الشهوة، يبقى تشرب من الروح القدس وتقول لهم، تعلم إنهم يشربوا من الروح القدس الأول حتى يستطيعوا أن ينتصروا على روح الشهوة وما يبقوش تحت عقوبة الناموس. رومية 8: 2، نص مهم قوي، الرد اللي قاله الرسول بولس على الكلام اللي بدأ به: "لأن ناموس روح الحياة في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت". 
"لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ." (رو 8: 2).
مين ناموس روح الحياة؟ ناموس الروح القدس، اللي هو محبة الله انسكبت في قلوبنا بالروح القدس المعطى لنا. 
"وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا." (رو 5: 5).
ومين ناموس الخطية والموت؟ الناموس هو اللي تسبب في إنه ثبّت حكم الخطية والموت. يعني أشجعكم إنكم تختبروا هذا الاختبار العظيم اللي يساعدكم على الانتصار على روح الشهوة والذهاب إلى بئره المشقق.

الجزء الثاني من حديثنا بقى عن قبول الروح القدس. يعني إيه قبول الروح القدس؟ طبعًا الشرح اللي لك مش تحليل للنصوص، لأن النصوص استعملت كلمة "امتلأ الجميع من الروح القدس" 
"وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا." (أع 2: 4).
من أول يوم، بس أنا عايز أشرح يعني الفهم الذي استقر في التعليم وفي الاختبار المسيحي، فهأفرق في التعبيرات، أنا اللي بأفرق وبأحلل. ليه الفرق بين التعبيرات؟ إيه بقى التعبيرات؟ دلوقتي الناس كانت بتؤمن كبار وبتتعمد كبار. الآن نحن نعمّد الأطفال. هل يمكن أن نمنع الأطفال من المعمودية؟ الإجابة لا. طبعًا الناس بعد حركة الإصلاح نادوا بأنه لا ينبغي إلا أن نعمّد الكبار لأن الطفل غير واعٍ وما عندوش إيمان، والكلام شكله مقنع، وفي وقت من الأوقات الكلام كان مقنع بالنسبة لي، بس أنا راجعت نفسي، راجعت نفسي على النحو التالي: نمرة واحد، سألت لاهوت الكنيسة الأرثوذكسية إحنا ليه بنعمد الأطفال؟ فكانت الإجابة مباشرة لأن الرب قال: "دعوا الأولاد يأتون إليّ ولا تمنعوهم لأن لمثل هؤلاء ملكوت السماوات". 
"أَمَّا يَسُوعُ فَدَعَاهُمْ وَقَالَ: دَعُوا الأَوْلاَدَ يَأْتُونَ إِلَيَّ وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هؤُلاَءِ مَلَكُوتَ اللهِ." (لو 18: 16).
فإذًا نحن لا نستطيع أن نمنع المعمودية عن الأطفال.
طيب، فكان الاعتراض التالي هو: لكن الأطفال مش فاهمين حاجة. الحقيقة إن القديس غريغوريوس النزينزي قال: "أنا من رأيي أن إذا ما كانش في خطر على حياة الطفل، فأحب إن احنا نأخرها لغاية ما يقدر يجاوب". هو قال كده، يجاوب، قال يعني يبقى عنده ثلاث سنين مثلًا. تقول لي طب ما هو لسه ثلاث سنين هو غير مدرك. هو بس أنا أشركته يعني. نعم، هو غير مدرك. وعشان كده بقى أنا عايز أميز بين التعبيرات، وتمييزي بين التعبيرات ده سببه صلاة المعمودية. يعني الكلام اللي أنا هأقوله دلوقتي ما كنتش هأعرف أقوله وأنا بأدرس، لكن اتعلمته بعد ما اترسمت وجت المناسبة أن أعمّد طفلًا.
إيه بقى؟ إنه في صلاة المعمودية استخدم تعبير "ختم عطية الروح القدس". فنحن نتحدث عن الختم وليس عن قبول الروح القدس. مشكلتك ومشكلة الكثيرين أنهم بيتعاملوا مع الروح القدس كأنه حاجة مادية، وإن الختم حتة والروح القدس حتة، وإنه يعني تصورات مادية. مهو الختم هو الروح القدس. بس إيه الفرق بين الختم وبين قبول الروح القدس؟ بس قبل ما أقول فرق تاني، عايز أقول إن الناس تقول لك: "أنا خدت الروح القدس في المعمودية". يعني إيه خدت الروح القدس في المعمودية؟ ده واحد. اثنين، الإشكالية اللي أثاروها الأحباء قال لك: "ما تقولش أنا أخذت الروح القدس". أيوه، أمال أقول إيه؟ "الروح القدس لا يحل علينا بأقنومه". أمال بيحل بإيه؟ "الروح القدس يحل علينا بالمواهب". طب واللي ما عندوش مواهب يبقى الروح القدس حل عليه إزاي ولا ما حلش عليه؟ ما علينا.
أنا هأقول دلوقتي إنه أنا وأنا بأعمد هذا الطفل، بأسلمه، أنا اللي بأعمده، بأسلمه ختم الروح القدس، يعني بيبقى فيه الروح القدس؟ نعم. يعني استلم الروح القدس؟ نعم. بس أنا لسه قايل إن الروح القدس مش حاجة محدودة ومش حاجة مادية. الروح القدس هو الله. على أن هذا الطفل اللي خُتم بختم الروح القدس، لما يكبر ويعي، عليه أن يقبل الروح القدس. هتقول لي التعبيرات مش متسقة مع كلام العهد الجديد. أنا عارف، أنا عارف إن التعبيرات، إن اتقال "امتلئوا من الروح القدس" 
"وَلَمَّا صَلَّوْا تَزَعْزَعَ الْمَكَانُ الَّذِي كَانُوا مُجْتَمِعِينَ فِيهِ، وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ، وَكَانُوا يَتَكَلَّمُونَ بِكَلاَمِ اللهِ بِمُجَاهَرَةٍ." (أع 4: 31).
واتقال "هل قبلتم الروح القدس". 
"قَالَ لَهُمْ: «هَلْ قَبِلْتُمُ الرُّوحَ الْقُدُسَ لَمَّا آمَنْتُمْ؟» قَالُوا لَهُ: «وَلاَ سَمِعْنَا أَنَّهُ يُوجَدُ الرُّوحُ الْقُدُسُ»." (أع 19: 2).
آه، بس أنا عايز أميز. لما سألوا، لما وجدوا تلاميذ في النواحي العالية وسألوهم: "هل قبلتم الروح القدس لما آمنتم؟" وكان بيكلم ناس كبار، خلي بالك. فـ "قبلتم الروح القدس" موازيه "للذين قبلوه"، قبلوا الابن، قبلوا المسيح.
ومن هنا، فلا بد أن هذا الذي خُتم طفلًا بعطية الروح القدس، الذي نال الختم، يحتاج لما ينضج لأن يقبل الروح القدس. هو الختم مش كفاية إنه قبل الروح القدس؟ يقبل الروح القدس أي ينشئ علاقة شخصية مع الروح القدس مبنية على حرية الإرادة والقرار. يبقى هو كان داخل في الشركة مع الروح القدس من خلال ختم الروح القدس، خارج إطار الإرادة والحرية والإدراك والتمييز. لكن هو بقى لما هيبتدي يبني علاقة مبنية على قبول الروح القدس، هيدخل في مستوى آخر من الشركة. الشركة مع الروح القدس. محبة الله الآب أعطتنا نعمة الاتحاد بالابن الوحيد والشركة مع الروح القدس. فنحن ندخل في هذه الشركة بناء على حرية الاختيار لقبول الروح القدس، ومن هنا تبدأ رحلة جديدة هي رحلة الامتلاء من الروح القدس. ما تقولش النصوص قالت إن هو امتلأ بالروح القدس من أولها. أنا عارف، بس أنا بأشرح لك الاختبار عشان تقدر توصل. ليه؟ لأن الروح القدس مش طاقة، الروح القدس شخص، ومن ثم لا بد أنك تقبله بطريقة شخصية، أنت أقنوم وتقبله أقنوم لأقنوم. وده بقى النقطة اللي بأشرحها دي هي اللي معطلة الكثيرين عن الامتلاء من الروح القدس، وبداية الامتلاء من الروح القدس تبتدي من هذه الجزئية.
أفسس 1: 13 و14: "الذي فيه أيضًا أنتم إذ سمعتم كلمة الحق، إنجيل خلاصكم، الذي فيه أيضًا إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعد القدوس، الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى". 
"الَّذِي فِيهِ أَيْضًا أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ، الَّذِي هُوَ عُرْبُونُ مِيرَاثِنَا، لِفِدَاءِ الْمُقْتَنَى، لِمَدْحِ مَجْدِهِ." (أف 1: 13-14).
طبعًا أنا الترجمة بتاعة فاندايك بتحتاج إلى شرح، عشان كده أنصح بأن تقرأوا الترجمة اليسوعية، ودلوقتي الترجمة اليسوعية وغير اليسوعية بقت موجودة على النت وتقدر تنقل بكبسة زر من ده لده وتشوف وتقارن النصوص. "وهو عربون ميراثنا للفداء الذي سنقتنيه". 
"وهو عُربونُ مِيراثِنا، إِلى أَن يَتِمَّ فِداءُ خاصَّتِه، لِلتَّسْبيحِ بِمَجدِه." (أف 1: 14) اليسوعية
هو احنا لسه ما اتفاديناش؟ أنا قلت لك أنت متعلم وبتتعامل مع الحقائق الإلهية كأنها محدودة زيك. احنا بنتكلم عن الله، عن الاتحاد بالروح القدس اللا محدود، فإذًا ينبغي أن تفهم أننا نحن "الذي صار لنا باكورة الروح لأن في أنفسنا متوقعين التبني فداء أجسادنا". نقرأ النص رومية 8: 23 "وَلَيْسَ هكَذَا فَقَطْ، بَلْ نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا بَاكُورَةُ الرُّوحِ، نَحْنُ أَنْفُسُنَا أَيْضًا نَئِنُّ فِي أَنْفُسِنَا، مُتَوَقِّعِينَ التَّبَنِّيَ فِدَاءَ أَجْسَادِنَا." (رو 8: 23). علشان كده رحلة الامتلاء بالروح القدس بتبدأ في هذا الدهر وبتمتد بنا إلى الدهر الآتي بطريقة غير منتهية، لأن الروح القدس غير منتهٍ. لكن المحطة الفارقة بين هذا الدهر والدهر الآتي هو بلوغ فداء الأجساد.
فأنا أيضًا أريد أن أشجع جميعكم على أنكم تفهموا أن الروح القدس... يقول لك "أنا أخذت الروح القدس". أنا في شبابي حصل نزاع مع المعلمين الكبار حول قبول الروح القدس، وبعض الآباء الكبار كانوا رافضين فكرة أن الروح القدس يحل فينا، وما زال البعض لغاية النهاردة بيردد الكلام ده. فلما حصل معايا هذا الحوار، أبونا الأسقف اللي كان مسؤول عني قال لي: "أنا ماليش دعوة، روح اتناقش مع الأسقف اللي علمك اللاهوت". اللي هو مين؟ اللي هو الأنبا غريغوريوس. أنا عارف إن الأنبا غريغوريوس هو اللي قال يحل فينا بالمواهب، ما أنا تلميذه، ما هو اللي متلمذني وهو اللي معلمني اللاهوت. فذهبت إليه وقلت له: "يا سيدنا، إزاي الإنجيل يقول 'أنتم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم' وأنا ما أقولش إن الروح القدس بيسكن فيا؟"
فهو قال لي، علمني هذا الدرس، قال لي: "يا ابني، ما دمت تستعمل تعبيرات الإنجيل فأنت لا تخطئ". هو ريّحني وقال لي إنك لم تخطئ لأنك تستعمل تعبيرات الإنجيل. لكن لغاية كده ما فهمتش أنا الإجابة. ليه بقى ما فهمتش الإجابة؟ لأن التعليم اللي أنا هأقوله بقى دلوقتي، اتعلمته بقى بعد كده لما رحت درست، مش واضح. اللي هو إيه؟ اللي هو أن الروح القدس بيحل في جسد المسيح، مش بيحل فيك أنت. هو الروح القدس ما بيحلش فيا؟ طول بالك عليّا. الروح القدس بيحل في جسد المسيح، الروح القدس حالٌ في جسد المسيح وأنا عضو في الجسد. "نلنا فيه نصيبًا معينين سابقًا حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته" أفسس 1: 11. 
"الَّذِي فِيهِ أَيْضًا نِلْنَا نَصِيبًا، مُعَيَّنِينَ سَابِقًا حَسَبَ قَصْدِ الَّذِي يَعْمَلُ كُلَّ شَيْءٍ حَسَبَ رَأْيِ مَشِيئَتِهِ،" (أف 1: 11).
فأنا عضو في الجسد، ومن ثم ما دام أنا عضو في الجسد، يبقى "أنتم هيكل الله". أنتم، أنتم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم، لأن روح الله يسكن في الجسد. "أما تعلمون أنكم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم؟" كورنثوس الأولى 3: 16. 
"إن كان أحد يفسد هيكل الله فسيفسده الله، لأن هيكل الله مقدس الذي أنتم هو" كورنثوس الأولى 3: 17.
"أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ، وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟ إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ، لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ." (1 كو 3: 16-17).
الإشكالية اللي عند البعض اللي بيقول لك إن أنت لو قلت إن الروح القدس بيسكن فيا يبقى أنت بقيت إله. ما أنا فعلًا بتأله، بس مش ده الموضوع. لأنه الفهم مش واضح، اللي هو إيه؟ إن الروح القدس بيحل في جسد المسيح وأنا بأتحد بالروح القدس من خلال جسد المسيح. زي فكرة الإفخارستيا بالظبط. أنا بأتحد بالابن الكلمة، أيوه، بس من خلال جسده. زي فكرة الحديد المحمى بالنار، هو حديد وهو نار. أنا بأتحد من زاوية، من مدخل الجسد اللي أنا منه. فنحن نتحد بالروح القدس من خلال جسد المسيح. معلش، معلش، كل النور ده اللي كان موجود عند آباء الكنيسة حُرِم منه الأجيال من بعد انفصال الكنيسة عن اللغة، لما مروان بن الحكم أمر بتعريب الدواوين ومنع الكلام باللغة القبطية، فأجيال طبعًا انفصلت. ولما حاول الأنبا ساويرس بن المقفع بداية التثقيف باللغة العربية في العصر العربي في القرن العاشر، حاول يشرح، طبعًا الكلام ما كانش هو اللي قالوه الآباء بالظبط يعني. إلى أن، نشكر الله، إلى أن حدثت هذه النهضة وبقت أقوال الآباء متاحة لكم كلكم.

فإذًا أنا مش ببقى إله ولا حاجة، أنا أُؤلَّه بالنعمة بسبب اشتراكي في جسد المسيح. الروح القدس يحل في الجسد وأنا من خلال جسد المسيح بأقبل الروح القدس. يعني أنا دلوقتي بيحل فيّ الروح القدس ولا بيحل فيا بما أن في الجسد حتة من الروح القدس؟ تاني رجعنا للتعبيرات المادية. نعم، أنا بيحل فيّ الروح القدس. نعم، أنا مسكن للروح القدس، بس أنا مسكن للروح القدس من خلال الجسد، من خلال الكنيسة، من خلال حلول الروح القدس في جسد المسيح الآن. جسد المسيح الآن هو الجسد الممجد، تحور إلى صورة المجد، وأنا بأتحد بجسد المسيح الممجد وبأتحد بجسد المسيح الذي هو الكنيسة. نحن نصير كنيسة لأننا كلنا اتحدنا بجسد المسيح الممجد في الروح القدس، وسكن فينا الروح القدس بسبب أنه حالٌّ ومالئٌ لجسد المسيح الممجد.
يعني كيف يحل فيّ الروح القدس؟ دلوقتي احنا جاوبنا على السؤال "أنتم هيكل الله وروح الله يسكن فيكم". أنا بقى شخصيًا كده، كيف يحل فيّ الروح القدس؟ اللي جاوب على السؤال ده القديس كيرلس الأورشليمي، والإجابة موجودة في العظة الثانية من عظات كيرلس الأورشليمي ومترجمة بالعربي للي عايز، الكلام سهل. قال إيه؟ قال: النفس تخلص أولًا بواسطة الكلمة. لأن الروح القدس، خلي بالك كلمة النفس يعني الروح، لأن التقسيمة الثلاثية اللي هي روحًا ونفسًا وجسدًا ما كانتش هي موجودة في الثقافة اليونانية القديمة، وكثير من الآباء استعملوا التعبيرات بتاعة الثقافة اليونانية القديمة اللي هي نفسًا وجسدًا، والنفس هنا بتعبر عن الروح والنفس مع بعض. فهو لما بيقول النفس يبقى الروح.
فالروح القدس بيخترق روحي، يتحد بروحي أولًا، بروحي، من خلال قبولي وطاعتي للكلمة، لأن "الكلام الذي أكلمكم به هو روح وحياة". فطبعًا الكلمة المنطوقة بالروح القدس بتحمل قوة الروح القدس وسلطان الروح القدس. فلما بأقبل هذه الكلمة، طاعة الإيمان، الروح القدس يخترق روحي أولًا، يدخل إلى روحي أولًا. ولما أنا "بالروح القدس" - بالروح هنا يعني هي بالألف واللام خلي بالك لما تقرأ - "بالروح القدس تميتون أعمال الجسد فستحيون"، 
"لأَنَّهُ إِنْ عِشْتُمْ حَسَبَ الْجَسَدِ فَسَتَمُوتُونَ، وَلكِنْ إِنْ كُنْتُمْ بِالرُّوحِ تُمِيتُونَ أَعْمَالَ الْجَسَدِ فَسَتَحْيَوْنَ." (رو 8: 13).
فحياة الروح القدس تتمدد في نفسي وفي جسدي لغاية ما أوصل للنقطة اللي معاها "أن تميتون أعمال الجسد"، أقول، أوصل إني أقول: "مع المسيح صُلبت، فأحيا لا أنا، بل المسيح يحيا فيّ" بالروح القدس. 
"مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي." (غل 2: 20).
إزاي؟ إن أنا كل ما بأعمل إماتة، إماتة لرغباتي وأهوائي ودوافعي اللي في النفس واللي في الجسد وشهواتي وإلى آخره، بيملأني ويتسيد على كياني الروح القدس. يعني كل خلية فيا بتبقى مخضعة للروح القدس؟ أيوه، لأن كل خلية فيا بقيت جسد للمسيح بالحقيقة. المشوار ده بعيد، هو مش بعيد قوي، بس مش سهل زي ما البعض متصور، لكن الذين سيثابرون كما الرسول بولس سيصلون إليه، اللي هو "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ".

كيف ننمو بقى في الشركة مع الروح القدس؟
نحن ندخل في شركة مع الروح القدس، ابتدت الشركة دي بأن أنا أخذت ختم الروح القدس في المعمودية، أيوه. وبعدين "تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم"، 
"وَلاَ تُشَاكِلُوا هذَا الدَّهْرَ، بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ، لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ: الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ." (رو 12: 2).
آه. يبقى كيف ننمو في الشركة؟
أول حاجة، تجديد أذهانكم: إيه بقى تجديد أذهانكم؟ تجديد أذهانكم هو تجديد العهد لقبول المسيح، عهد الموت معاه، عهد الدفن معاه اللي خدته في المعمودية، اللي صار في المعمودية. العهد اللي أنا ما قطعتوش بقى لأن أنا كنت طفل، أنا بأقطعه، عهد القبول، الموت والتبعية. وأنا بقى بأبتدي بقى، ده رأيي بقى حسب مش تحليل النصوص، حسب الاختبار، أنا بأبتدي بقى إنه أستقبل الروح القدس، أن أدعوه لأنه أنا صرت واعي وينبغي أن أنشئ معاه علاقة شركة أقنوم لأقنوم وأن أدعوه لكي يسود في كياني. طبعًا هل هي طلبة وخلاص؟ لا، هي مش طلبة وخلاص، هي طلبة هتبقى ممتدة من خلال: واحد، الكلمة، كلمة الإنجيل. كولوسي 3: 16. أنا مش متحيز ولا حاجة ضد العهد القديم، أنا بأحب طبعًا كلمة الله اللي هي النبوية، الكلمة النبوية، بس عايز أميز بين الكلمة النبوية اللي بأتلذذ بيها وكل حاجة، وبين كلمة الإنجيل اللي صار فيها الإعلان كامل. والنص اللي هأقوله لك بيثبت الفكرة بتاعتي: "لتسكن فيكم كلمة المسيح بغنى". 
"لِتَسْكُنْ فِيكُمْ كَلِمَةُ الْمَسِيحِ بِغِنىً، وَأَنْتُمْ بِكُلِّ حِكْمَةٍ مُعَلِّمُونَ وَمُنْذِرُونَ بَعْضُكُمْ بَعْضًا، بِمَزَامِيرَ وَتَسَابِيحَ وَأَغَانِيَّ رُوحِيَّةٍ، بِنِعْمَةٍ، مُتَرَنِّمِينَ فِي قُلُوبِكُمْ لِلرَّبِّ." (كو 3: 16).
يبقى نمرة واحد، الكلمة بتاعة الإنجيل دي كلمة المسيح، اللي هو قال عنها إن "أنبياء وأبرارًا كثيرون اشتهوا أن يروا ما أنتم ترون ولم يروا، وأن يسمعوا ما أنتم تسمعون ولم يسمعوا".
"فَإِنِّي الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَنْبِيَاءَ وَأَبْرَارًا كَثِيرِينَ اشْتَهَوْا أَنْ يَرَوْا مَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ وَلَمْ يَرَوْا، وَأَنْ يَسْمَعُوا مَا أَنْتُمْ تَسْمَعُونَ وَلَمْ يَسْمَعُوا." (مت 13: 17).
اثنين، التوبة الفورية: يعني إيه التوبة الفورية؟ يعني أنت واقف تتكلم مع أصحابك وبنهزر وخرجت كلمة، حسيت الروح القدس أنَّبك وأنت بتتكلم، تقول: "أنا متأسف يا جماعة، بأعتذر عن الكلمة دي". التوبة الفورية يعني الغلط حصل، بعد ما تقعد مع نفسك على طول ما تستناش. أفسس 4: 30 "ولا تحزنوا روح الله القدوس الذي به خُتمتم ليوم الفداء". 
"وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ." (أف 4: 30).
احتفظ بالروح القدس فرحان في داخلك من خلال التوبة الفورية.
ثلاثة، طاعة الروح القدس: طاعة الروح القدس غير طاعة الوصية. طاعة الوصية... ما طاعة الوصية بند من الكلام، طاعة الروح القدس ده أول حاجة اللي هي "تسكن فيكم كلمة المسيح". طاعة الروح القدس غير طاعة الوصية، ما هي مبنية على طاعة الوصية. طاعة الروح القدس اللي هي الاختبار، الحياة اليومية. "ما تروحش المكان ده". ما فيش وصية بتقول ما تروحش المكان ده، بس الروح القدس شايف إن إبليس نصب لك فخ في العلاقة دي، في المكان ده، فبيقول لك ما تروحش المكان ده. رومية 8: 14 "لأن كل الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله". 
"لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَنْقَادُونَ بِرُوحِ اللهِ، فَأُولئِكَ هُمْ أَبْنَاءُ اللهِ." (رو 8: 14).
الصلاة: لوقا 11: 13 "فإن كنتم وأنتم أشرار تعرفون أن تعطوا أولادكم عطايا جيدة، فكم بالحري الآب الذي من السماء يعطي الروح القدس للذين يسألونه؟". 
"فَإِنْ كُنْتُمْ وَأَنْتُمْ أَشْرَارٌ تَعْرِفُونَ أَنْ تُعْطُوا أَوْلاَدَكُمْ عَطَايَا جَيِّدَةً، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ الآبُ الَّذِي مِنَ السَّمَاءِ، يُعْطِي الرُّوحَ الْقُدُسَ لِلَّذِينَ يَسْأَلُونَهُ؟»" (لو 11: 13).
من أجمل الحاجات اللي حصلت إنه في شخص راحل السماء، فقال لي أبونا متى المسكين مسك دقنه البيضة كده وقال له: "بعد السنين دي أنا عرفت ليه الإنجيل بيقول صلوا كل حين". 
"وَقَالَ لَهُمْ أَيْضًا مَثَلًا فِي أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يُصَلَّى كُلَّ حِينٍ وَلاَ يُمَلَّ،" (لو 18: 1).
فسأله: "لماذا يا أبونا؟" قال له: "لأن المسيح يريد أن يعطي الروح القدس كل حين". الصلاة، الصلاة الدائمة، الصلاة المستمرة. مش أنت عايز تمتلئ بالروح القدس؟ ده ده أنت عايز تمتلئ بالله. "ونحن شهود له بهذه الأمور، والروح القدس أيضًا الذي أعطاه الله للذين يطيعونه" أعمال 5: 32.
"وَنَحْنُ شُهُودٌ لَهُ بِهذِهِ الأُمُورِ، وَالرُّوحُ الْقُدُسُ أَيْضًا، الَّذِي أَعْطَاهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ." (أع 5: 32).
احتمال الألم وحمل الصليب: بطرس الأولى 4: 14 "إن عُيِّرتم باسم المسيح فطوبى لكم، لأن روح المجد والله يحل عليكم. أما من جهتهم فيُجدَّف عليه، وأما من جهتكم فيُمجَّد".
"إِنْ عُيِّرْتُمْ بِاسْمِ الْمَسِيحِ، فَطُوبَى لَكُمْ، لأَنَّ رُوحَ الْمَجْدِ وَاللهِ يَحِلُّ عَلَيْكُمْ. أَمَّا مِنْ جِهَتِهِمْ فَيُجَدَّفُ عَلَيْهِ، وَأَمَّا مِنْ جِهَتِكُمْ فَيُمَجَّدُ." (1 بط 4: 14).
أنا بأقول نقط إرشادية، مش مش دي كل الكلام. وأختم بأنك تقعد كل في نهاية النهار وتعمل كشف حساب مع نفسك وتنقية، إنك كل ما دخل إليك ضد الروح القدس يخرج، وتريّح الروح القدس فيك، يستريح الروح القدس فيك، الروح القدس المستريح في قديسيه.
كنت عايز أتكلم على انبثاق الروح القدس من الآب في الابن. الإشكالية بقى اللي حصلت 1054 ميلادية، أنه الكنيسة انشقت. الكنيسة انشقت إلى أرثوذكسية وكاثوليكية، إلى شرقية وغربية بسبب هذا الخلاف. طبعًا حقيقة الأمر على قد ما قريت يعني، إنه الخلاف كان سياسي "من منا يكون أعظم؟"، بس كانت الحجة كده. المهم إنه الكنيسة في روما قررت أن تضيف على قانون الإيمان "المنبثق من الآب"، قالت "المنبثق من الآب والابن". طبعًا أنا كنت عامل ورقة، يعني ورقة بحث في وقت الدراسة في الموضوع ده، وأنا لقيت إنه القديس أثناسيوس قال هذا التعبير اللي هأقوله اللي هو "منبثق من الآب في الابن"، قاله في العظات بتاعة عيد القيامة، العظات الفصحية. وقاله القديس باسيليوس الكبير في كتابه "مقالة عن الروح القدس"، وقال إن الروح القدس منبثق من الآب في الابن وهكذا تكتمل دائرة الثالوث. وباختصار شديد، قاله القديس كيرلس عمود الدين كمان.
باختصار شديد، لازم أقول إن أول مرة وأنا طالب سمعت هذا التعبير من الراحل العزيز الدكتور جورج بباوي، إن الروح القدس منبثق من الآب في الابن. ما فيش وقت بقى إن أنا أشرح أكثر من كده في الجزئية دي، ولكن أظن أن هذا هو الحل، وأظن أنه سيكون مرضي للكنيسة الكاثوليكية أيضًا، وأنا شايف إن البابا ليو مُلح في أمر الوحدة المسيحية ويكمل المشوار اللي بدأه البابا فرانسيس، والمسيح يوحد كنيسته.
كنيسة من غير مواهب أنا مش عارف تبقى كنيسة عايشة إزاي. وكنيسة من غير مواهب تشهد لإيه؟ لمجد المسيح إزاي؟ وترعى إزاي؟. وبعدين المسيح برهن على نفسه: "إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي". 
"إِنْ كُنْتُ لَسْتُ أَعْمَلُ أَعْمَالَ أَبِي فَلاَ تُؤْمِنُوا بِي." (يو 10: 37).
طب دلوقتي الكنيسة برهنت على المسيح إزاي؟ "الأعمال التي أعملها من يؤمن بي هو أيضًا يعملها وأعظم منها". 
"اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَالأَعْمَالُ الَّتِي أَنَا أَعْمَلُهَا يَعْمَلُهَا هُوَ أَيْضًا، وَيَعْمَلُ أَعْظَمَ مِنْهَا، لأَنِّي مَاضٍ إِلَى أَبِي." (يو 14: 12).
فكنيسة من غير مواهب هتبرهن على ربوبية يسوع إزاي؟!

الرب يحمّس قلوبنا جميعًا عشان نمشي رحلة الارتواء من الروح القدس والشركة الحقيقية والامتلاء من الروح القدس، وأيضًا مواهب الروح القدس. وأشكركم. وأما الآن، فلتكن محبة الله الآب ونعمة الابن الوحيد وشركة الروح القدس تكون وتدوم مع جميعكم في المسيح يسوع، آمين.
 

Powered By GSTV