حتي يمكنني أن أشرح لكم عبارة الرسول بولس عن ضد المسيح؛ كيف يقيم نفسه في هيكل الله؛ أي في مكانة الله في بيته! وكيف يغوي ويضلل الناس لقبول هذا الوضع الخائن المشين؛ لابد أن نفهم أولا كيف تتحقق سيادة الله على شعبه؛ فالله هو سيد وخالق الكون وكل الخليقة التي فيه؛ ولكن سيادة الله غير محققة فعليا في حياة الملحدين به أو عبدة الشيطان الذين يرفضونه؟ و الإجابة سهلة وواضحة في العهد الجديد: "أنتم عبيد للذي تطيعونه" ! إذن فإختيار البشر بالطاعة والخضوع هو الذي يحقق ويعلن عمليا واقعيا لمن يكون خضوعهم وولائهم
ثم ينبغي أن نعرف من هو ضد المسيح من وصف العهد الجديد له: فهو إنسان يعطيه الشيطان قوته! يعني إنسان يسود عليه الشيطان سيادة كاملة ويعمل به أعماله ويتمم به مشيئته
وعليه فكيف يقيم الشيطان نفسه في هيكل الله؛ مكان الله؟ أو كيف يقيم ضد المسيح نفسه في كنيسة المسيح مكان المسيح؟!هذا ما حدث في أيام إيليا: فقد كان الشعب يعبد البعل على أنه الله؛ بتضليل كهنته!
والتمييز بين من يعلن المسيح نفسه فيه؛ ومن هو من إبليس ليس صعبا ولا معجزات فإجابة المسيح نفسه له المجد واضحة "أنتم من أب واحد هو إبليس (والعلامة) وشهوات أبيكم تريدون أن تعملوا" (يو٤٤/٨) فهل الحقد، والكذب، والظلم والقتل، والتشهير، ومحبة المال والعالم، ومقاومة الروح القدس، وعبادة الذات إلخ هي أعمال وشهوات إبليس؛ أم عمل ومشيئة الروح القدس؟!
بينما علامة المسيح وتلاميذه في غاية الوضوح بالانجيل: "بهذا يعرف الجميع أنكم تلاميذي إن كان لكم حب بعضكم لبعض"
"كل من يحب فقد ولد من الله ومن لا يحب لم يعرف الله؛ بهذا أولاد الله ظاهرون!" إذن فمن ثمارهم تعرفونهم!
والآن يمكننا الإجابة على السؤال الأساسي؛ كيف يستطيع الشيطان أن يأخذ مكانة الله في هيكله أو كيف يستطيع ضد المسيح أن يسرق مكانة المسيح له المجد في كنيسته؟! بأن يستخدم الإنسان الذي يجعل من نفسه قبلة النفوس بدلا من المسيح؛ وأن يقودهم هذا الإنسان لتتميم شهوات إبليس دون طاعة المسيح؛ على أن يتم كل هذا التضليل بإسم المسيح والكنيسة!
ولا عزاء للمغيبين!