رأيٌ في الأحداث (٥٦) | الرئيس ترامب يستقبل البطريرك المسكوني برثلماوس الأول

استقبل الرئيسُ ترامب أمس (الإثنين 15 سبتمبر 2025) البطريركَ المسكوني برثلماوس الأوّلَ في البيت الأبيض، في مناسبةٍ لاقت ترحيبًا من الكنائس الأرثوذكسية المرتبطة به، وخاصة مجمع القديس أثناسيوس بولاية بنسلفانيا وإيبارشية القديس أثناسيوس للروس الأرثوذكس المصريين، اللّذين عبّرا عن تقديرهما لهذا الاستقبال الكريم.
في بدايات التاريخ المسيحي، كانت الكنيسة المسيحية كنيسةً واحدةً، موزّعةً على خمسةِ كراسي رسولية، هي: كرسي أورشليم (في فلسطين)، وكرسي روما (الفاتيكان)، وكرسي القسطنطينية (تركيا حاليًا)، وكرسي الإسكندرية (مصر)، وكرسي أنطاكية (سوريا). وظلّت هذه الوحدة قائمة حتى انعقاد المجمع المسكوني الرابع في خلقيدونية سنة ٤٥١م، حيث انقسمت الكنيسة إلى كنائس خلقيدونية وافقت على قرارات المجمع وهي: روما، القسطنطينية، وأورشليم؛ وكنائس لا خلقيدونية، وهما: الإسكندرية وأنطاكية.
وفي أغسطس ١٩٧١م، عُقد مجمعٌ في جنيف بسويسرا بين الكنائس الأرثوذكسية الخلقيدونية واللاخلقيدونية، في حبرية البابا كيرلس السادس. ومثّل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في هذا المجمع الأنبا غريغوريوس الذي كتب للبابا كيرلس تقريرًا عن المباحثات، ونُشر في مجلة مرقس، كما ورد في كتاب المؤرخة القبطية إيريس حبيب المصري "قصة الكنيسة القبطية – فترة من البهاء" صفحة ١٠٠. ذكر فيه نيافة الأنبا غريغوريوس: لقد تباحثنا معًا ووجدنا أن الخلاف بين الكنيستين (الخلقيدونية واللا خلقيدونية) خلافٌ لفظي، ولا خلاف حقيقي في العقيدة.
كانت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية بقيادة البطريرك سيريل تتبع كرسي القسطنطينية بقيادة البطريرك المسكوني برثلماوس الأول، حتى اعترض البطريرك برثلماوس الأول على الحرب الروسية الأوكرانية؛ ففصل الكنيسة الروسية (بقيادة البطريرك سيريل) من تحت رئاسته، وأبقى على الكنيسة الروسية الأرثوذكسية القديمة بقيادة البطريرك فيتالي (ومقرّ مجمعها في بطرسبرغ).
تتبع إيبارشية القديس أثناسيوس للروس الأرثوذكس المصريين الكنيسة الروسية القديمة (الكنيسة الأرثوذكسية الرسولية)، وقداسة البطريرك المسكوني برثلماوس الأول، وكذلك مجمع القديس أثناسيوس بولاية بنسلفانيا في أمريكا؛ وهما يرحبان بزيارة بطريركهما المسكوني: قداسة برثلماوس الأول للبيت الأبيض، ويشكران الرئيس الأمريكي ترامب على هذا الاستقبال الكريم.

بنسلفانيا – أمريكا

١٦ سبتمبر ٢٠٢٥

لمتابعة المقالات السابقة من سلسلة مقالات "رأيٌ في الأحداث" اضغط على الرابط التالي:
https://anbamaximus.org/articles/Ra2yFeElahdath