مقدمة:
من المفيد جدًا أن ندرس العهد القديم بعيون العهد الجديد لكي ندرك الكثيرمن المقابلات بوضوح. على النقيض من ذلك، فإن دراسة العهد الجديد بعيون العهد القديم قد تؤدي إلى نتائج خاطئة ومُخزية، فمثلاً، تشبيه ذبيحة المسيح وبقرابين البقر والمعيز والتيوس، أو القول بأن تقطيع البقرة إلى نصفين يرمز لطعن المسيح في جنبه، هو كلام مخزٍ لا يليق.
المسيح الكرمة الحقيقية:
يقول الرب يسوع المسيح عن نفسه: "أَنَا الْكَرْمَةُ الْحَقِيقِيَّةُ وَأَبِي الْكَرَّامُ" (يو 15: 1): فالسؤال هو: الكرمة الحقيقية مقابل ماذا؟ كان هناك كرمة أخرى معروفة لديهم، وعند دراسة العهد القديم من منظور العهد الجديد، تتضح مفاتيح الفهم:
أ- الكرمة في العهد القديم: (ومخاطر الفهم العكسي)
ب- نقد اللاهوت التدبيري (Dispensationalism) لجون داربي:
ج- رمز الزيتونة: الإيمان لا إسرائيل:
د- المسيح: البرعم من الأرض اليابسة:
ه- المسيح: البرعم من الأرض اليابسة:
و- قوانين الكرمة: التنقية والإثمار والثبات:
جسد المسيح المُمجّد ومفاتيح الإثمار:
أ- التنقية (التقضيب):
"كُلُّ غُصْنٍ فِيَّ لاَ يَأْتِي بِثَمَرٍ يَنْزِعُهُ، وَكُلُّ مَا يَأْتِي بِثَمَرٍ يُنَقِّيهِ...لِيَأْتِيَ بِثَمَرٍ أَكْثَرَ" (يو 15: 2). التنقية تعني التقضيب. يُقضب الكرم في الشتاء، في زمن كمون العصارة، قبل أن يأتي الربيع وتعود العصارة بالصعود. في هذا الوقت، يقطع المزارع الأغصان الذابلة التي لا تحمل رطوبة. هذه الأجزاء الذابلة هي عيوب تربيتنا، وعيوب ثقافتنا، وجهلنا بكلمة الله، وعيوب بيئتنا، وتأثير الإنترنت، والكثير من الأمور.
الرب يوظف التجارب والضيقات لـ "القطع". هذا ليس وقت الخدمة والإثمار، بل هو وقت الإعداد والتنقية. ينبغي أن تُسلم نفسك للتنقية قبل صعود العصارة، لكي يثمر كل ما فيك لمجد المسيح. كلمة الله هي التي تغسل وتنور بالحق وتنقل سر الإنجيل (يو 15: 3): "أَنْتُمُ الآنَ أَنْقِيَاءُ لِسَبَبِ الْكَلاَمِ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ". الكلمة الموحى بها من الله في الإنجيل ليست كل الكلام القديم، وليست تاريخ الشعب القديم بأكمله، بل هي المسيح للخلاص والشفاء والتحرير والتطهير من كل عيوب الخطية.
ب- الثبات في المسيح وكلمته:
"إِنْ ثَبَتُّمْ فِيَّ وَثَبَتَ كَلاَمِي فِيكُمْ تَطْلُبُونَ مَا تُرِيدُونَ فَيَكُونُ لَكُمْ" (يو 15: 7). علامة الثبات في المسيح ونقاء الحياة هي استجابة الصلاة. فإذا كانت صلاتك غير مستجابة، فهذا يعني أن هناك عيوبًا في نقاوتك وثباتك في المسيح تحتاج إلى نزع. "بِهذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي: أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ تَلاَمِيذِي" (يو 15: 8). "لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا" (يو 15: 5).
إن الرب يريد منك أن تعمل معجزات وأعماله، بل أعمال أعظم منها (يو 14: 12). ولكن متى ستعمل هذه الأعمال؟ عندما تثبت فيه، تثبت في كلمته، تثبت في حقه. كثيرون يخدمون لكنهم لا يأتون بثمر لأن الكلمة لم تثبت فيهم.
ج- الثبات في محبة المسيح:
"كَمَا أَحَبَّنِي الآبُ كَذلِكَ أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا. اُثْبُتُوا فِي مَحَبَّتِي" (يو 15: 9). الآب يحب الابن وقد دفع كل شيء إلى يديه (يو 3: 35). المسيح أحبنا هكذا ودفع كل شيء إلى أيدينا. فإذا لم ينطبق عليك هذا، فالسؤال هو: لماذا؟ لأنك لم تثبت في محبته. كيف نثبت في محبته؟ يقول يوحنا 15: 10: "إِنْ حَفِظْتُمْ وَصَايَايَ تَثْبُتُونَ فِي مَحَبَّتِي، كَمَا أَنِّي أَنَا قَدْ حَفِظْتُ وَصَايَا أَبِي وَأَثْبُتُ فِي مَحَبَّتِهِ".
حفظ الوصايا يوصلك إلى الثبوت في محبته. الثبوت في محبته يعني التنازل عن كل شيء في هذا العالم من أجل معرفة المسيح يسوع الرب، وحساب كل شيء خسارة ونفاية لربح المسيح والوجود فيه (في 3: 8). هذا ليس بالضرورة يعني الرهبنة، بل هو اختيار طاعة الوصية عندما يأتي التحدي بينها وبين أمور العالم. فكرك يجب أن يكون ثابتًا في محبة المسيح، لا يتزعزع بسبب فكر العالم أو الخطية.
الفرح الكامل وسر الإنجيل
عنوان المحاضرة القادمة "أنتم آلهة وبنو العلي"