لم أعاصر بدايته؛ طبعاً بسبب فارق السن الكبير؛ لكنني ألتقيت زملاءه وأصدقائه ومايزالوا بيننا يشهدون وسمعت منهم شهاداتهم عنه ؛ ثم أنني كنت حاضرا عن قرب في الاكليريكيه منذ ١٩٦٧ ؛ ولو كنت قد كتبت أنا وغيري ألف مرة شهادتنا أن الرجل كان ممثلا ومخرجاً بارعاً ؛ لما صدقنا أحد ؛من فرط إتقان الرجل لفنه! وبالمناسبة فهذا هو الوصف الذي صدمني به في شبابي المبكر ؛ الراهب الذي خرج معهم بعجلة من دير السريان (بجلابيته المبلولة)؛ في خروجهم مع أبونا متي المسكين.
لكن شهادتي للتاريخ هي أن الرجل ظل علي التخفي وإتقان التمثيل ( بإستثناء ما كان الاذكياء يلتقطونه) حتي تم تجليسه فعليا علي كرسي مارمرقس؛ وفي اليوم التالي مباشرة خلع قناعه وأُظهر حقيقته أنه إنسان حقود إلي أقصي درجة؛ منحصراً في عبادة ذاته وإغواء الآخرين بعبادتها بشكل مرَضِي؛ لا تخطئه العين البصيرة! ولكنه كان قد قبض بتوليه كرسي البطريركية؛ علي مفاتيح السلطة والمال ؛يوزعهما بحرفية الزعيم علي كل من يشترك معه في عبادة هذه الذات المريضة بغرور كبرياء الانتقام !
وفي الوقت الذي وظف فيه كنز المال والرتب الكنسية المدرة للمال أيضاً؛ في تضخيم جيش المعجبين والمنافقين ؛ فقد أستخدم بطش السلطة المنفردة المتجبرة؛ بلا خجل ولا حياء ؛مرفقاً هذا البطش بأخس أساليب العار في التشويه والتجريح والاهانة ضد كل من إعتبرهم أعدائه ؛وبهذه الأساليب ( سيف المعز وذهبه) إستطاع أن يضم إلي قائمة منافقيه عناصر كان مشهودا لها بالتقوي والنزاهة وإستخدمهم إفضل إستخدام لصالح إغواء قطاعات عريضة من الشباب إلي معبد ذاته الحقير!
قال لي أحدهم فما لأذن لما كان أبونا متي المسكين في وادي الريان ولا يقابل أحداً "أنا نفسي الكنيسة تسمع أبونا متي علشان تسمع اللي عمرها ما سمعته! " هو نفس الشخص الذي كان جالساً لاحقا علي المنصه يشارك في قراءة التقارير المزعومة ضد أبونا متي المكتوبة بيد الحقود نفسه!
لست بحاجة لأن أعدد عدد الاساقفة والكهنة والخدام والعائلات الذين دمرت حياتهم بالكامل أو أضطهدوا أو تم تجويعهم ومحاصرتهم ومنع زواج بناتهم ولا كمية الفساد والرشوة والمحسوبيات التي أغرقت الكنيسة في الوحل بكل ما تحمل الكلمة من معني ؛ولا عن طبقة المنتفعين البرجوازيين الجدد من الاساقفة وأقاربهم من الكهنة وعائلاتهم وبعض رجال أعمال الصف الثاني والثالث ؛ الذين شكلوا أكبر شبكة مصالح فاسدة في كنيسة المسيح ؛أعني التي كانت كنيسة المسيح سابقاً ! وقد أصبحت الآن كنيستهم التي يتعبدون بها لرب نعمتهم؛ الزعيم الحقود!
هذا الجزء من السرد أوجهه مباشرة إلي رأس الدولة في مصر وإلا السلطات المعنية؛ أن قتل الانبا إبيفانيوس جاء رداً علي تعينه ممثلا للبابا و مسئولاً عن مساعدته فيما يحله محل مركز قوي داخل الكنيسة مكون من مطران قد توفي؛ وثلاثة أساقفة آخرين مايزالوا أحياءً يورثون فساد الحقود ويرهبون البابا الحالي ( المتوقِع إغتياله هو أيضًا!)
التحقيق الجنائي ذهب بالطبع إلي منحي جنائي؛ فركز علي الجناة التنفيذيين طبقاً للقانون الجنائي ؛ أما عصابة الارهابيين القتلة مخربي الكنيسة فمازالوا طلقاءً !
دائرة المصالح وشبكة علاقات البرجوازيين الكنسيين الجدد؛ مع حالة الاٍرهاب مع الخوف من الفضيحة وعداوة مجتمع الكنيسة؛ تكمم الافواه عن الحديث! لكن هذا ليس في صالحكم ولا في صالح بنيان حياة وإيمان أبنائكم؛ والصحيح هو خلع هذه الطغمة الفاسدة من جذورها؛ فتعود الكنيسة الي مسيحها من ناحية؛ ويثبت هذا إيمان أبنائكم في المسيح وفي كنيسته من ناحية أخري؛ ويحسبوا هؤلاء مع مندسي الذئاب الخاطفة في كنيسة المسيح و يلقي بهم في مزبلة التاريخ ؛كما حدث مع باباوات روما الفاسدين في عصور الانحطاط؛ ولكن تبقي الكنيسة مقدسة للمسيح و ينجوا أبنائكم من فقدان الإيمان!
لو كنت قد قلت أنا أو غيري من الشهود الأوفياء عشرات الآلاف من الكلمات عن حجم التدمير الذي دمر به هذا الحقود وعصابته الكنيسة؛ وتحويلها عن المسيح إليهم ؛ لما صدقنا أحد! ولكن ثمارهم بالقتل والارهاب والكراهية والانقسام ؛ مع رائحة الفساد التي فاحت في كل مكان قد صارت شاهداً علي مسؤولية الجميع: إما بالتواطؤ أو الانتفاع ؛ وإما بفضح الشر والاشرار وقطعهم من الشركة المقدسة.
أعرف طريقي بنعمة المسيح إلي عرش النعمة؛ وإلي من قال لي النقمة أنا أجازي يقول الرب؛ وأعرف طريقي كيف تنزل نار إيليا من السماء لتحرق الاشرار وتطهر الهيكل؛ ولست بحاجة إلي مساعدة من أحد في شيء لإنفاذ مهمة إدانة الشر وتطهير الكنيسة ؛ وأنا فعلياً أقوم بدوري علي كل الاصعدة.
ولكنني أفهم جيداً من الكلمة المقدسة؛ أن علي شعب الرب دور حتمي في رفض الشر والاشرار وخلعهم من سلطانهم عليهم؛ كخطوة عملية للتوبة والرجوع وإسترداد مجد الله في كنيسته ؛ وإلا فالبديل هو الاشتراك في دينونة الاشرار بدون رأفة! وفي الوقت نفسه فإن هذا هو ما سيميز بين من هم للرب فعليا؛ ومن هم شركاء الشر وبالتالي دينونته!
التاريخ قد تغير؛ وحان وقت الدينونة والقضاء وإنتهي زمان الصمت والطرمخة علي الشر والاشرار ؛ ولابد للمسيح أن يسترد كنيسته من أيدي ذئاب خاطفة لم تشفق علي الرعية ؛ وأن يعيد اليها مجده فيها ؛و محبتها الأولي.