رأيٌ في الأحداث (۹) | تحالف المُوحِّدين ضد المسيحيين
Mar 20, 2025 67
980 79

رأيٌ في الأحداث (۹) | تحالف المُوحِّدين ضد المسيحيين

لا شك أنَّ عنوان مقال اليوم مُزعجًا للقارئ، المُنتظر سلامًا اجتماعيًّا في بلدنا، ولكنه مُثير للشغف في وسط قطاعات معروفة من الجماعات المتأسْلمة، المُتعطّشة للخراب، وسفك الدماء !، ولكن هذا العنوان هو إخبار جديٌّ وحقيقيٌ لما تُخطّط له مشاريع التوسُّع الصَّهْيونيَّة على حساب بلدنا.

تحقيق حلم التوسع من النيل إلى الفرات يستوجب الدخول في صراعٍ مع مِصر؛ لن تقوى عليه إسرائيل (إذا كان صراعًا مُسلحًا)؛ لذلك فستلجأ إلى تفتيت الجبهة الداخلية في مصر؛ بإحداث صراعٌ طائفيٌ بين المسيحيين والمسلمين، وعنوان الصراع الذي سيبدأ لاحقًا - بعد الاعتراف بدولة فلسطينية، منزوعة السلاح، تدخل في اتحاد فيدرالي مع إسرائيل (حل الدولة الواحدة بدلًا من حل الدولتين)، وبعدما تُصبح إسرائيل مُتحالفة مع المسلمين؛ بالتطبيع مع الممْلكة العربيَّة السُّعوديَّة -  سترفع إسرائيل دينيًّا وليس سياسيًّا شعار: تحالف الموحِّدين ضد المسيحيِّين (برجاء الرجوع إلى الفيديوهات المُلحقة في أسفل المقال).

فهل حقًّا يعبدُ المسيحيون ثلاثة آلهة؟، وكيف يكون ثلاثة أشخاص: الآب، والابن، والروح القدس إله واحد؟ والحقيقة أن المسيحيين لا يقولون بثلاثة أشخاص، بل بثلاثة أقانيم في الذات الإلهية الواحدة، وأننا لا نُترجم ولا نستعمل كلمة (أشخاص) أبدًا في الخطاب اللاهوتي، ولا شأن لنا بطريقة ترجمة الغربيين لمعنى كلمة الأقنوم، فكلمة الأقنوم (هيبوستاسس باليونانية πόστασις) واردة في إنجيل العهد الجديد (عب 1: 3)؛ التي ترجمتها: رسم جوهره (الترجمة البيْروتيَّة)، صورة جوهره (الترجمة المشتركة)، صورة جوهره (الترجمة اليسوعيَّة)؛ ومِن ثَمَّ فإن كلمة الأقنوم (السيريانية) تعني: صورةٌ جوهريةٌ (باللغة العربية).

فالله (الآب السماوي) نورٌ لا تدركه الأبصار، يُحيط بكل شيء، ولا يُحيط به شيء؛ ومادام الله نورٌ فلابد من أن يكون للنور شعاعٌ؛ فنور الله (أي شعاع نوره) هو ما يُسميه الإنجيل: ابن الله: نور من نور؛ فهو نورٌ واحدٌ كُلِّيٌّ، يُحيط بكل شيء، نورٌ أزليٌ خالقٌ إِلهيٌّ.

أما جسد وإنسانية المسيح المأخوذة من جسد العذراء مريم؛ فهي مخلوقة من الأرض، شأنها شأن العذراء، ومعنى التجسد: هو أن شعاع النور الأزلي (نور الله – ابن الله) قد ظهر (تجلى) في جسد وإنسانية المسيح؛ المأخوذة من العذراء مريم؛ من ساعة بشارة الملاك لها بأن كلمة الله الأزلي سيتخذ منها جسدًا؛ فالإيمان المسيحي: أن الله (النور الحقيقي) قد ظهر بشعاع نوره (ابن الله) في إنسانية المسيح، دون أن ينحصر النور الإلهيّ في جسد المسيح.

فالأقنوم هو صورة جوهرية: فالآب، والابن، والروح القدس: ثلاث صورٌ جوهريةٌ لذاتٌ إلهيةٌ واحدةٌ، يقول قانون الإيمان المسيحي: بالحقيقة نؤمن بإله واحد، الله الآب، ضابط الكل.. نور من نور (مولود من نوره شعاع نوره: أي ابن الله)، ومنبثق منه روحه القدوس؛ فهل يكون الآب (الله)، ونوره (الابن)، وروحه القدوس ثلاثة آلهة (كما يدّعون ويكذبون)، أم تكونُ ثلاث صور جوهرية (أقانيم) لذات إلهية واحدة، كما نؤمن نحن المسيحيين.

ليس بالضرورة أن يكون الشرح مُقنعًا للجميع، فكل واحد حرٌ في قناعاته، ولكنني قصدت أن أوضح حقيقة الإيمان المسيحي بواحدية الإله الكليّ، الذي يحيط بكل شيء؛ في مواجهة مؤامرة الصراع والتقسيم التي عنوانها: تحالف الموحِّدين يهودًا ومسلمين في مواجهة المسيحيين.

 

https://www.youtube.com/watch?v=ePO_AcqomGQ

https://www.youtube.com/watch?v=1ykuLP7pNo4

https://www.youtube.com/watch?v=VBcPPok3Veg

 

بنسلفانيا – أمريكا

۲۰ مارس ۲۰۲٥

لمتابعة المقالات السابقة من سلسلة مقالات "رأيٌ في الأحداث" اضغط على الرابط التالي:

https://anbamaximus.org/articles/Ra2yFeElahdath

Powered By GSTV