رأي في الأحداث (۱) | نبوءة خراب أورشليم
Feb 28, 2025 94
980 79

رأي في الأحداث (۱) | نبوءة خراب أورشليم

"يَا أُورُشَلِيمُ، يَا أُورُشَلِيمُ! يَا قَاتِلَةَ الأَنْبِيَاءِ وَرَاجِمَةَ الْمُرْسَلِينَ إِلَيْهَا، كَمْ مَرَّةٍ أَرَدْتُ أَنْ أَجْمَعَ أَوْلاَدَكِ كَمَا تَجْمَعُ الدَّجَاجَةُ فِرَاخَهَا تَحْتَ جَنَاحَيْهَا، وَلَمْ تُرِيدُوا! هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا." (مت 23: 37-38).

"فَإِنَّهُ سَتَأْتِي أَيَّامٌ وَيُحِيطُ بِكِ أَعْدَاؤُكِ بِمِتْرَسَةٍ، وَيُحْدِقُونَ بِكِ وَيُحَاصِرُونَكِ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ، وَيَهْدِمُونَكِ وَبَنِيكِ فِيكِ، وَلاَ يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَرًا عَلَى حَجَرٍ، لأَنَّكِ لَمْ تَعْرِفِي زَمَانَ افْتِقَادِكِ." (لو 19: 43-44).

"وَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ لاَ تَرَوْنَنِي حَتَّى يَأْتِيَ وَقْتٌ تَقُولُونَ فِيهِ: مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ!" (لو 13: 35).

المسيح لم يطلب من الآب خرابًا أو عقابًا لأورشليم؛ لكنه يُخبرها ويُنبِّئها بدموعه بما سيحدث لها: أنها لم تقبل وتستقبل النور والخلاص الذين حملهما إليها؛ فكانت النتيجة أنها انكشفت من سلطان ودرع الخلاص والنجاة أمام أعدائها؛ لذلك صارت بلا مخلص فسيحدق بها أعدائها ويهدمونها على بنيها.
الدمار والخراب هما الثمرة الحتمية لتسيُّد الشر والكراهية والموت.

إن القدير الذي جال في شوارع أورشليم وتُخُومها يشفي المرضى ويقيم الموتى ويُطهّر البرّص ويشبع الجموع الجائعة يقف باكيًا وغير قادرًا على أن يُقدم طوقًا للنجاة لأورشليم!
لأن إرادة الإنسان واختيار البشر كان معاكسًا لإرادة الخلاص والنجاة التي آتى بها إليهم، وهنا تنتصر محبة الله في احترامها لحرية اختيار الإنسان، وبهذا الشكل صار للقادر دموعًا وبكاءًا على مصير المدينة العظيمة "أَرَدْتُ ... وَلَمْ تُرِيدُوا!"
وبهذا الشكل وبنفس المُعطيات يندفع الآلاف وربما الملايين إلى يد الشر والهلاك لأنهم اختاروا الطريق المؤدي إلى الهلاك ولم يختاروا الطريق المؤدي إلى النجاة والحياة - إنها الحرية.. حرية إرادة الإنسان.

لا يوجد في النص الإنجيلي على النحو الذي قرأناه عاليه أَيْ ما يشير إلى وعد من المسيح يسوع بلقاءٍ له مع اليهود في أورشليم!؟
على النحو الذي أبتكره فريقٌ من مسيحيين ذوي ميولٍ يهودية.
فالنص يقول إنهم لن يحظوا برؤياه إلا حينما يقولون مبارك الآتي بِاسْمِ الرب دون إضافة أورشليم نفسها كمكان للقاء دون أي دليل إنجيلي أو أي إشارة إلى هذه الفكرة في العهد الجديد؛ فالمسيح يسوع في مجيئه الثاني سيأتي على سحاب السماء في بهاء المجد وستنظره كل عين.

 

أما كيف تحققت نبوءة خراب أورشليم فهذا هو موضوع مقالنا التالي

بنسلفانيا – أمريكا
27 فبراير 2025

Powered By GSTV