المأساة التي تعيشها الكنيسة المصرية؛ هي نسخة طبق الأصل بكل ما تحمل الكلمة من معني؛ لمحنة مصر مع الإخوان المسلمين بكل تفاصيلها مع إستبدال تعبير إسلامي بمسيحي!
فجوهر الفكرة الاخوانية هو الاستيلاء علي السلطة وكرسي الحكم ؛ والوسيلة هي الدين؛ والنموذج هو النسخة الاخوانية من الدين الاسلامي ؛التي ترفض وتتعالي علي باقي صور الاسلام؛ والإدعاء أنها الحل والصواب الذي ما دونه خطأ! مع إستخدام متقن للنصوص الدينية الاسلامية للبرهنة علي أن ما يدعون إليه ويسعون لتحقيقه هو حق الدين و الإيمان الذي يدافعون عنه حتي بدمائهم !
ثم كان إبتلاع جماهير غفيرة لطعم الدين حتي توليهم للسلطة! ولولا توليهم للسلطة لما إنكشفت حقيقتهم وفشلهم وحقدهم وإنتقاميتهم؛ فالتجربة والثمار هما خير دليل وبرهان علي الحقيقة؛ وعلي الرغم من إنكشافهم و سقوطهم مايزال بقاياهم يجاهدون لإستعادة ما سقط وإنهار بالوسائل الخادعة و الميديا المضللة!
هذه هي بعينها طبق الأصل مأساة كنيستي المصرية؛ فقد كان الهدف الأساسي للسعي والصراع كله هو الوصول إلي كرسي البطريركية؛ مع كم هائل من الإقناع والخداع لجموع جيلنا؛ بأنه من خلال الوصول إلي كرسي البطريركية سيتحقق غاية الاصلاح المثالي والمنشود للكنيسة! وكان لهم ما أرادوا ووصلوا الي كرسي البطريركية
وبعد أربعون سنة؛ ماذا صار حال الكنيسة ؟! إنهيار لكل المثل والأخلاق المسيحية التي عرفها التاريخ عن المسيحية! ثم تغييب كامل لشخص المسيح المبارك في كنيسته؛ وحل محله في مكانه :الكاهن والاسقف بدلاً من أن يكونوا ممثلين له! مع مقاومة سافرة للروح القدس وعمله و مواهبه وقواته! مستبدلاً عمله المقدس في الكنيسة ببرامج واسعة من الانشطة الاجتماعية وأساليب التنمية البشرية! مع أحقاد وتحزبات و إنقسامات وهوان وعار غير مسبوق نتيجة للإنهيار الروحي وغياب روح المسيح !
فلم يعد هناك أي أثر لكنيسة المسيح ورائحة الروح القدس؛ وحل محلها شكل خادع مضلل للكنيسة؛ دون حياة المسيح وحضوره وإستعلانه في بيته !
ومع أن الرائحة غير الكريمة التي تفوح في كل مكان صارت تزكم الأنوف؛ إلا أن ورثة العار يستميتون في الدفاع عنه بكل صور الشر والوقاحة و بلا حياء ! حتي لا يسقطون عمليا كما سقط من قبلهم إخوانهم المسلمين !
لم يعد الكلام مجديا بشئ ؛ولا أحد يعنيه مجد المسيح ؛ الكل معني بالكرسي و التسلط ؛ أو بالسلام الاجتماعي و السياسي!
لكنني أنا معني بمجد المسيح وبخلاص كنيستي من الاشرار ؛ لذلك فأنا عند وعدي أن أسلمهم لدينونة المسيح العادلة ؛ لهلاك الجسد ؛ ربما تخلص أرواح البعض بهذا ؛ في يوم الرب !