قال الجاهل في قلبه ليس إله؛فسدوا ورجسوا!
ألسنتنا منا؛ فمن هو سيد علينا ؟ لأن الله قد ترك الأرض!
هذه التعبيرات الكتابية الصادقة كلها تعبر عن الواقع المأساوي الذي عاشته الكنيسة المصرية الحزينة؛ حقبة قاربت نصف قرن من الزمان؛ عايشناها من بدايتها ؛ وها نحن أيضا نعاصر ونشاهد نهايتها !
كنّا شبابا حينما كان الأب البطريرك يصلي قداسا كل يوم في الصباح ؛ ويجلس علي كرسيه في الدار البطريركية(بكلوت بك) في المساء يفتح بابه للجميع بدون إستثناء ؛ ونمر أمامه في طابور طويل؛ يسمع شكوي كل واحد ويوزع أعمال الشفاء و المعجزات وكلام العلم علي طابور المحتاجين إلي الشفاء والمعونة؛يوميا
ثم دارت بنا الأيام وإختفت القوة والسلطان والمعجزات من الكنيسة وحل محلها فهلوه الكلام والنكت وعظا! وتحول السلطان الالهي إلي سلطان التجبر والتسلط والحرمانات علي الكهنة والخدام ! و مع تطور التاريخ و عصر الانفتاح الاقتصادي صار للكنيسة حزمة قوية من رجال الأعمال في الداخل؛ وتزايد عدد الكنائس في الخارج ؛مع إتساع الهجرة بطريقة طفروية في العدد وفي التمويل؛ ومن ثم فقد صار علامة النجاح والانجاز هو نمو الثروة والمال بدلا من النعمة والقوة الروحية و السلطان !وبعدما كانت الكنيسة تحل مشاكلها مع السلطة الزمنية بالصلاة والمعجزات ؛صارت بالصراعات و التكتلات و إستعراض القوة والشعبية والاستقواء!
لم يكن هذا فقط هو كل التحولات؛و لكن الأشر كان في سرقة العقول و خداع الضمائر و رشوة الجيوب بالمنافع المادية ؛ مع ترسيخ مفهوم الاستسلام للواقع المذري ؛ بإسم الطاعة و الخضوع ؛و رئيس شعبك لا تقل فيه سوء و لا تدينوا ؛ والحل في السكوت و الصلاة ويبقي ربنا يحلها!
تغير التاريخ ؛ وتغيرت الدولة المصرية ؛ و رحل البطريرك و مساعده الامين له؛وشاخ الآخرون! وأنتخب بطريركا جديدا ليس من مجموعة الورثة الاشرار! فتنمر له ورثة الشر والاشرار من الاساقفة و الاكليروس و فرقهم الالكترونية معتمدين علي إستيلائهم علي وراثة مصادر الدعم والتمويل من الداخل والخارج ؛ وعلي أدوات الميديا و الفضائيات المسيحية ؛ و تصوروا كما تسلموا وتعلموا في مدرسة شرهم أن الله قد ترك الأرض!
مازلت عند وعدي وقراري المتحدي ؛ أن أثبت لهم وللعالم كله أنهم ذئاب خاطفة؛ وشوية خونه ! ليس بالكلام والادعاء ؛ بل بالبرهان : أن أنزل عليهم نار إيليا من السماء علي مرأي من الجميع لتأديبهم وخلاص الكنيسة العريقة منهم ومن شرهم ؛ و رد الاعتبار الي الأب البطريرك الذي لم يسئ بكلمة واحدة لأحد!