ذهب موسي النبي إلي فرعون بناء علي أمر الرب كما يخبرنا سفر الخروج؛ يطلب إليه أن يفرج عن الشعب الذي جاء ليتغرب في أرضه في وقت المجاعة؛ فتسلط عليهم بالظلم والتسخير! ولأن الغنيمة كانت سهلة ولذيذة؛ خدامين وعبيد مجاناً وبالسخرة ؛ فإن فرعون ماطل مع موسي مماطلة طويلة المدي! ولأن هذه هي طبيعةً سلوكيات الاشرار في كل زمان ومكان ؛أن لا يفهموا الحقائق بالحوار والاقناع؛ بل بقوة الإرغام والردع ؛حتي صار المثل الذي مازلنا نتداوله حتي اليوم : يا فرعون ما لك مفرعن؟ قال من قلة حد يردني!
فإن هذا هو سلوك الاشرار بطول التاريخ وعرضه؛ أن لا يرتدعوا إلا بالعصا الغليظة ومن ثم فبعد مماطلات كثيرة؛ جاء الوقت لمواجهة عصا الموت الغليظة جداً "وياروح ما بعدك روح"! فضرب الملاك المهلك في ليلة واحدة جميع أبكار المصريين؛ من بكر فرعون الجالس علي العرش إلي بكر الجارية!"فقام فرعون ليلا هو وكل عبيده وجميع المصريين وطلبوا من العبرانيين أن يخرجوا من مصر وينالوا حريتهم التي راوغوهم علي إستردادها طويلاً؛ إذ كان صراخ عظيم في مصر؛ لأنه لم يكن بيت ليس فيه ميت"(خر٣٠/١٢ )
إن جريمة خطف وسرقة كنيسة المسيح من مسيحها؛ لم تكن جريمة شخص واحد يعاقب أو يؤدب بالموت وإنتهي الأمر ؛ولكنها جريمة جماعية إشترك فيها كثيرون بحصص متنوعة ومتعددة؛ وتمسكوا جميعا بالغنيمة : سلطه، ومال، وجاه ؛ بعد ما كانوا مثلنا جميعاً ؛علي باب الله !
لذلك فإن قضاءها لن يقف عند حد شخص واحد؛ بل يكون صراخ عظيم في أرض مصر (خر٣٠/١٢)حتي يُرد المسلوب وتعود الكنيسة إلي مسيحها وربها؛ ويكف إستعلاء العيون !
أنا أخبركم مبكرا قبل أن يكون لسببين:
الأول: أن يكون واضحاً أنه تأديب وخلاص العلي القدوس لكنيسته وشعبه وقديسيه وليس صدفه ما سيحدث لهم!
وأما الثاني: فهو أن مثل هذه الاحاديث بعد الموت تُعد نوعاً من الشماتة في الموت وهو أمر غير مقبول إحتماعياً وإنسانياً؛ ولا يحقق الهدف الحقيقي من الإخبار بالحدث قبل وقوعه؛ وهو التحذير للتوبة والرجوع ؛ ولكي تكون آية للآخرين.
فهل معني كلامي أن من سيتعظ مع بداية الضربات علي خاطفي كنيسة المسيح؛ ويرد المسلوب ويكف عن سلب ونهب كنيسة المسيح ويسلم النفوس إلي سيدها ومسيحها؛
هل مثل هذا عنده فرصة للنجاة ؟ الإجابة بالقطع: نعم ؛ إذا رد المسلوب!
اللصوص يسرقون بيتا أو متجرا أو بنكا ؛ و أما أنتم فقد بلغ بكم التبجح والاستهانة؛ أن تسلبوا وتخطفوا من المسيح نفسه؛ كنيسته! التي إئتمنكم عليها ؛ يا شوية خونه! فهذا أمر يستوجب علانية العقاب والتأديب؛ وأيضا رد الاعتبار للمسيح ولأتقيائه ؛ في بيته !
الله القدير الذي إسترد مصر من يد الإخوان إلي بنيها؛ وبأيدي أبنائها ؛ هو القادر أن يسترد كنيسة مصر مرة أخري إلي مسيحها بقوة عمل روحه القدوس؛ أيضا في أبنائها !