"فالآن ماذا لي هنا يقول الرب؛ حتي أُخذ شعبي مجاناً ؟ المتسلطون عليه يصيحون، يقول الرب ودائماً في كل يوم إسمي يهان! لذلك يُعَرْف شعبي إسمي ، لذلك في ذلك اليوم يعرفون أني أنا المتكلم ها أنذا" ( أش ٥٢:٦/٥)
عقود متواصلة من إهانة إسم المسيح في بيته وبواسطة كهنته وقادة شعبه! فيقولون بماذا أهناه؟ بترككم وصيته المحبة؛ وجعلتم بيته بيت الصلاة؛ مغارة حقد وغش وكراهية وإنتقام؛ فيقولون بماذا غششنا؟ بغشكم كلمة الله ؛ وتحويل ميراث الدفاع عن الإيمان؛ إلي الدفاع عن ذواتكم وأحقادكم ؛غاشين كلمة الله!
المأساة الحزينة لهؤلاء القادة؛ ولهذا الشعب المسكين: أن هؤلاء القادة القاتلين الخائنين تصوروا أنهم يستطيعون ستر أعمالهم الشريرة بهتافات وتصفيق الشباب المغيبين المضللين بخدعة الدفاع عن الكنيسة وعن الإيمان! غير فاهمين أن لطف الله وطول أناته إنما ليقتادهم إلي التوبه؛ و لكنهم من أجل قساوتهم وقلبهم غير التائب قد ذخروا لأنفسهم غضباً في يوم الغضب وإستعلان دينونة الله العادلة؛ المعني الذي غاب عن عيونهم أنه " تركهما كليهما ينميان معاً" ؛الزوان والحنطة إلي وقت الحصاد ليس لانه لايري الزوان؛ ولكن "لئلا تقلعوا الحنطة مع الزوان" ؛ أي ليأخذ كل فرصته كاملة؛ ويتضح بالكامل من ثمره؛ أنه زوان ! ثم يحين وقت الفرز أي الدينونة والحصاد؛ فيجمع القمح إلي مخزنه و أما الزوان فيحرق بالنار !
ومن ثم فقد كان لابد؛ ولا مفر من مواجهتهم بالسلطان الالهي والنار السمائية؛ إذ كانوا يحاولون أن يروجوا عني؛ أنني ألغي وأنكر دينونة الاشرار ؛ لأن الله المحب لا يدين ولا يعاقب (بحسب كذبهم !).
حسناً لقد جاء الوقت الذي تبصرون بعيونكم مع الجميع النار السمائية التي ستدين الأشرار وتحرق الشياطين! وحتي يصير جلياً بعد هذا التكرار و الإصرار : أن ما يحدث لكم من تأديب ليس صدفة؛ بل تحدياً ! وأنه ليس فقط تأديباً و لكنه أيضاً؛ إنكشاف لخفايا الظلام وآراء القلوب؛ فيصير المدح لكل واحد من الله؛ وكذلك الدينونة العادلة! ويُعرف بالبراهين؛ أين توجد كلمة الله وسلطانه ؟ ومن هم الذئاب الخاطفة التي أتت في ثياب الحملان وبددت وأهلكت رعية المسيح من البسطاء؟
فيُعرف الرب في وسط أرض مصر؛ ويعبد المصريون الرب؛ ويكون مذبحاً للرب في وسط أرض مصر و عامود عند تخمها !