القصة العظيمة التأثير لمن يفهم عبرة التاريخ؛ وكل ماكتب لأجل تعليمنا؛ تخبرنا من سفر التكوين بعدم إمكانية شفاعة أبو الآباء إبراهيم ؛ من إنقاذ أهل سدوم و عمورة من الهلاك والموت! ثم أن متابعة أحداث القصة ستجيب علي السؤال المر : لماذا لم تنجح شفاعة إبراهيم أبو الآباء في إنقاذ المدينة ؟ الاجابة ببساطه من واقع القصة لانهم لم يكونوا يستحقون هذه الشفاعة ولا يستحقون النجاة؛ بل كان الموت والهلاك هما الاستحقاق العادل لهم!
فبعدما تخبرنا القصة أن ملاكين ذهبا اليهما في صورة بني بشر لإنقاذ لوط وعائلته؛ قد حاولا أولا أن يعتدوا جنسياً علي الملاكين؛ حتي يضربهما الملاكين بالعمي؛ هؤلاء الاشرار!
ثم يخبران لوطا بما سيحل بالمدينة من دمار بسبب الشر ليخرج منها؛ الذي أخبر بدوره أصهاره بكلام الملاكين؛ فكان كمازح في أعين أصهاره! حتي تكتمل القصة بهلاك جميع الاشرار؛ ما عدا لوطا وإبنتيه!
القصة واقعية ومتكررة علي مدي التاريخ؛ أنه لا عمل الشفاعة ولا الخدمة ولا التبشير والمعجزات والآيات قادرة علي أن تهب حياة أو خلاصاً؛ لمن لا يريد الخلاص أو لمن أصم أذنه وأغلق قلبه علي صوت الحق.
ولأن كلمة الله واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار : أن مايزرعه الإنسان فإياه يحصد أيضاً وأن أجرة الخطية موت؛ وأنه سيكف رعاة أنفسهم ؛عن رعي الغنم! وأن الكرم سيؤخذ منهم ويعطي لكرامين آخرين؛ فقد إرسلت إنذاراً و تحذيراً : بأن النار السمائية المقدسة التي نزلت من السماء وأكلت ذبيحة إيليا؛ ما تزال تنزل بصورة جديدة وأعظم كألسنة من نار منقسمة علي التلاميذ للمجد والقوة والشهادة والسلطان؛ وأيضاً لإبتداء القضاء من بيت الرب؛ كما حدث مع حنانيا وسفيرة "من أجل ذلك فيكم كثيرون ضعفاء ومرضي و كثيرون يرقدون" !
فهل معني كلامي أنني أقصد محدداً أن مثال حنانيا وسفيرة سيتحقق في هؤلاء الرعاة الخونة؛ الذين يخربون الكنيسة بالانقسام وبالتآمر علي البابا؛ والذين تعمدت كشفهم علي الملأ طوال السنتين الماضيتين؟ الاجابة نعم أقصدهم بأسمائهم علي الملأ؛ وأقصد أنه إذا لم يتحقق تحذيري وإنذاري لهم بحذافيره؛ فهذا معناه أنني قد أصبحت : "شيخا قد خَرِفَ"!
وأما إذا تحققت أقوال اللة الصادقة الامينة فيهم بقضاء عادل؛ فهذه شهادة أن قضائهم ليست صدفاً؛ و لكنه قضاءً عادلاً ؛ وأنهم كانوا فعلاً ذئاب خاطفة لم تشفق علي الرعية؛ وقد أتوا في ثياب حملان؛ وبالبرهان والقضاء العملي والعلني! ومن ثم فسيكون ذلك إنذاراً للمضللين بتبعيتهم؛ للتوبة والرجوع إلي الحق؛ أو تحصيل نفس مصيرهم! والله وحده هو فاحص القلوب!
وها قد سبقت وأخبرتكم قبل أن يكون حتي متي كان تؤمنون :" و من له أذنان للسمع فليسمع !"