على الرغم من أن الأمور كانت قد صارت واضحة لكل ذي عينين مفتوحتين؛ أن الشيطان هو الذي يتحكم من خلال وكلائه من البشر؛ في حياة البشر الآخرين المتسلطين عليهم؛ وأن هذا الزحف الشيطاني كان قد وصل إلى داخل كنيسة المسيح العريقة؛ إلا أن البعض كان قد باع ضميره وإرادته تحت أي مسميات مثل الطاعة والرهبنة! أو خداع المناصب والمال؛ أو غيرها ؛!
فإن الغالبية التحفت بالخوف والجبن عن المواجهة؛ بينما كانت هناك كتائب المنتفعين ماديًا وماليا ؛ وأمور وحسابات أُخر متعددة ومتنوعة؛لخبطت الصورة والرؤية في عيون الكثيرين وزيفتها في عيون آخرين مع حسابات المصالح والمكسب والخسارة والخوف علي مكانة الخدمة أو تزويج بناتهم! هذا بخلاف أن طول مده التسلط علي الميكرفون؛ أخرجت أجيالا وعت الدنيا علي هؤلاء ولم تسمع ولم تعرف غيرهم كمعلمين كنسيين وتلمذة من الصغر على تشويه رموز التقوي الحقيقين!
فعلا حالة تشبه تماما الموقف في أيام إيليا؛ لقد كان الشعب يعبد البعل وهم متأكدون أن البعل هو الله! بينما كان إيليا يصرخ بأعلى صوته بلا مجيب: البعل ليس إله! بل الرب هو الله! وحينما إشتكي إيليا للرب " أن بقيت أنا وحدي " أجابه الرب: لست وحدك بل يوجد غيرك سبعون الفا غيرك؛ ومع ذلك فالمواجهة قدرك ودعوتك أنت! إذهب ترائي لآخاب؛ حتي باقي قصته مع أنبياء البعل المعروفة للجميع .
لقد ضقت بالظلم والضلال والتزييف وطول السنين؛ ودعوتهم أكثر من مرة إلى مواجهة إيليا مع أنبياء البعل؛ ولَم يجب أحد طبعا! وواجهتهم بشروحات لاهوتية آبائية؛ وأيضا لاذ الجميع بالصمت! فلا أحد قادر على الرد؛ ولا أحد يمتلك قدرة المواجهة! ومن ثم فقد سألت نفسي سؤالا؛ أطرحه عليكم للتفكير فيه قبل أن أعطيكم إجابتي: ماذا لو أن آخاب وأنبياء البعل لم يقبلوا تحدي إيليا ولاذوا بالصمت كما هو حادث معي الآن؛ ماذا كان إيليا سيفعل؛ هل كان سيترك الشعب يهلك من العطش ويتركهم هؤلاء المخدوعين المخادعين؛ متسلطين علي ضمائر الناس وضلالهم؛ أم كان سيوظف السلطان الذي له بطريقة أخرى لحسم المشكلة وخلاص الشعب؟
في رأيي أن التصرف السليم في تلك الحالة؛ أعني حالة الهروب من التحدي والصمت؛ هو أن ينزل إيليا ناره السمائية علي أنبياء البعل؛ بدلا من أن ينزلها علي الذبيحة؛ وبهذا يصل إلى نفس النتيجة ونفس البرهان! أليس كذلك؟
على كل الأحوال فإذا لم يكن هذا قرار إيليا ؛
فإن هذا هو قراري ؛ و البينة علي من أدعي! والأيام بيننا !