هؤلاء التعساء؛ الذين لم تدركهم المحبة؛ وأدركهم بدلا منها روح الحقد ورفض الآخر ؛فنزع الحقد الاحشاء والتحنن من قلوبهم علي الصغار! الذين يعثرونهم في كل يوم من الإيمان بالمسيح المحب؛ بإسم الدفاع عن الإيمان! الإيمان غير العامل بالمحبة؛ الإيمان الميت؛ بل إيمان الشياطين والفريسيين المرائين؛ ضلالتهم المحتومة الدينونة؛ أنهم يأتون في ثياب حملان وخدام وكهنة للمسيح؛ بينما هم أسوأ من الذئاب الخاطفة التي تتربص بالحملان من خارج الحظيرة؛ لانهم يسكنون داخل الحظيرة! نفس فكرة الاخوان؛ التجنيد بالمال والاعتماد علي المال؛ وعلي غطاء الخيانة والظلم الذي يوفره لهم بعض الذين دعي عليهم بالكذب لقب أساقفة! وهم ليسوا أساقفة بل هم مجمع الشيطان؛ لذلك إسمعوا ما قاله الرب في القديم ؛ ثم ما يقوله في الجديد :" هكذا قال السيد الرب: ها أنذا علي الرعاة؛ وأطلب غنمي من يدهم و أكفهم عن رعي الغنم ولا يرعي الرعاة أنفسهم بعد فأخلص غنمي من أفواههم فلا تكون لهم مأكلا؛ لأنه هكذا قال السيد الرب؛ ها أنذا أسأل عن غنمي وأفتقدها؛ كما يفتقد الراعي قطيعه"( حز ٣٤: ١٠-١٢)
أما في عهده الجديد فيقول:" أنا هو الراعي الصالح والراعي الصالح يبذل نفسه عن الخراف؛ ولي خراف أُخر ليست من هذه الحظيرة ينبغي أن آتي بتلك أيضا لتكون رعية واحدة لراع واحد "( يو ١٠ )
كان حفني وفينحاس كهنة فاسدين في هيكل الرب القديم؛ ولَم يكن إبيهما عالي الكاهن الشيخ قادراً علي ردعهما! وظن الجميع أن الله قد ترك الأرض وأن بيت الرب وهيكله هما عزبة أبيهما؛ وأن من يستقوي أكثر؛ هو من سينفذ مشيئته وإرادته علي الآخرين وعلي بيت وجماعة الرب؛ ولَم يدركوا الاغبياء؛ أن فوق العالي عالياً وأن الاعلي فوقهما يلاحظ؛ وأن الذي وبخ الملوك بالانبياء؛ هو يدين شعبه ويعطي كل واحد فواحد كنحو أعماله؛ وأن العلي متسلط في مملكة الناس يعطيها من يشاء ويسلط عليها أدني الناس؛ وجاء يوم النقمة والدينونة وهلكوا جميعا ( عالي الكاهن وإبنيه حفني وفينحاس)بحربة الموت في يوم واحد؛ و أُخذ منهم تابوت عهد الرب !
فقالت إمرأة فينحاس وهي تحتضر بعد ولادة طفلها؛ فليتسمي " إيخابود " قائلة زال المجد عن إسرائيل !
إذا كُنتُم نسيتم يا شوية خونه؛ يوم إيخابود أبيكم وعزلة من كرسي البابوية؛ وطرده إلي الدير؛ بواسطة الرئيس الإخوانجي؛ ورمي الاساقفة و الكهنة بالعشرات في السجون؛ أحب أفكركم به! وأُحب أن أُخبر الشباب الذين لم يكونوا معاصرين للأحداث؛ أن بطريرك الكنيسة التي نقلت جبل المقطم في مواجهة الخليفة المعز لدين الله الفاطمي؛ قد طرد بطريركها من علي كرسيه علي يد رئيس إخوانجي؛ لم يستطع أن ينجي نفسه من الموت؛ بأيديهم هم أنفسهم؛ إخوانه !
و أُحب أن أخبركم؛ أن كنيسة المسيح العريقة لن تكون أبداً في يوم من الأيام عزبة ولا إرثا لإيخابود أبيكم الذي أورثكم: الحقد والتخريب والكراهية! وأن يوم إيخابودكم علي الأبواب ؛ فقد فاض مكيال شركم أمام الله والناس! وسوف تواجهون بعدالة القانون علي الأرض؛
وبعدالة السماء وسلطان العلي المتسلط في مملكة السماء؛ فيعرف الجميع أنه فاحص القلوب وأنه الذين سيدين المسكونة بالعدل؛ وأنه لم يترك أبدا عصا الاشرار تستقر علي نصيب الصديقين؛ لئلا يمد الصديقين أيديهم للإثم!