زي النهارده كنّا قاعدين في الضلمة؛ وكانت الكهربا مقطوعة؛ والميه كمان مقطوعة لأن الموتور اللي بيرفعها لفوق مفيش كهربا تشغله؛ وكان عم بخيت جارنا المسن بيحاول يصرخ وينادي بصوته الضعيف علي فوزي البواب اللي كان راح يجيب طلبات للسكان؛ أصله أتحشر جوه الاسانسير في عز الحر والإسانسير إتشعلق بين الارض والسما؛ أصل الكهرباء قطعت علي غفله وسابته متعلق في الهواء؛ فات ساعه والثانية و عامل توصيل الادوية من الاجزاخانه اللي جوارنا ما جاش! وميعاد الدواء فات وأنا قاعد مستني؛ وبعد طول إنتظار وصبر وعرق وصل العامل لباب الشقة؛ ليه ياأبني تأخرت علي؛ وأنا محتاج الدواء؛ خفض الولد رأسه بخجل وقال متأسف يا أبونا؛ كنت واقف مع بقية سكان العماره قدام الاسانسير!
سألته طيب ياأبني وهو الفكهاني اللي جنبكم ما فتحش النهارده لغاية دلوقت؟ لأ فتح يا أبونا بس عربية الخضار هي اللي ما جتش؛ أصل فيه أزمه في السولار علشان خدوه و ودوه غزه و سابونا من غير كهربا ومن غير سولار !
قلت معلهش ياأبني طول عمرها " المحروسه" فإبتسم بخبث و أجابني : هو محدش قال لقدسك إنهم غيروا إسمها مابقتش المحروسه؛
دي بقيت "المنهوبه" ! تنهدت ورفعت عيني لفوق وقلت طيب وبعدين؟ رد الشاب المصري الذكي وقال :عمر المشاكل ما بتتحل بالتنهد ولا بالأماني؛ بعد إذنك متواعدين أنا وإصحابي رايحيين نشارك في مظاهرة خلع الاخوان وإسترداد مصر لينا تاني؛ أصل النهارده ٣٠ يونيو !
طار الولد علي السلم ونزل؛ وخرجت أنا للبلكونه ألقي نظرة علي الشارع؛ لقيت جاري وجارتي وكل الجيران واولادهم معاهم كمان؛ وشفت الصيدلي والفكهاني والميكانيكي اللي بيصلح عربيتي وفوزي البواب وناس كثير قوي زاحمين الشوراع من مصر الجديدة لغاية الاسعاف؛ وكلهم بنفس واحدة بيقولوا تحيا مصر؛ الفضول أخذني؛ دخلت جبت النظاره المكبره وبصيت علي رأس المظاهرة من بعيد؛ وشوفتهم شايلينه علي أكتافهم وهو اللي بيقود الشعب وبينادي بأعلى صوته والناس وراه وبيقول تحيا مصر تحيا مصر.
أُعطيت النضاره لتيموثي تلميذي وقلت له هو مين الراجل اللي شايلينه هناك ده وبيقول تحيا مصر ؛ فبص في النضاره والتفت لي وقال :ده واحد مصري إبن بلد من الجمالية إسمه عبد الفتاح السيسي دخلت حجرتي؛ بكيت وصليت وشكرت ربنا؛ الكهربا رجعت والنور نور تاني والميه رجعت تنزل من الحنفية!
أصل النهاردة ٣٠ يونيو ؛ كل نور ؛وميه؛وفرح ؛ وإنتم طيبين .