أكد المسيح له المجد علي إحترام الوصية القديمة : " أكرم أباك وأمك " وحسنا يقول الحكيم " العين المستهزئة بأبيها و المحتقرة إطاعة أمها؛ تقورها غربان الوادي وتأكلها فراخ النسر (أم ١٧/٣٠) وقد عظمت الكنيسة فوق هذا؛ من شأن الأبوة الروحية ونظمت أن يتسلسل تحليل الخدام عن الرسل والآباء ورئيس الاساقفة أولا قبل أن يتدرج إلي الاسقف أو الكاهن.
ما يحدث في هذه الأيام العجيبة من تطاول علي مقام البابا بالتلميح أو بالتصريح؛ من قادة في الكنيسة أو مؤمنين عاديين؛ أمر لا يندرج تحت تسامح البابا أو محبته؛ بل يقع تحت طائلة القانون! لأن البابا لا يمثل نفسه حتي يكون حراً حرية شخصية في مواقفه! لكنه بعد كونه ممثلا للكنيسة ؛ فهو يمثل الدولة؛ كما يمثلها رئيس الوزارء والوزراء؛ فهو رجل دولة أولا وقبل كل شيء؛ وهو لا يتبوأ منصبه عملياً؛ رغم حرية إختياره من أساقفة الكنيسة؛ إلا بعد صدور قرار من رئيس الجمهورية بتعيينه.
في واقعة طريفة حدثت مع أحد الرؤساء السابقين هنا في أميركا: أن زوجة الرئيس في ساعة غضب وفي جلسة خاصة؛ رمت زوجها الرئيس بالكتاب المقدس؛ فتدخل حرس الرئيس وقالوا لزوجة الرئيس: عفوا ياسيدتي! نحن مكلفون بحماية الرئيس حتي منك أنت شخصيا!
الرئيس جمال عبد الناصر تدخل في تعدي جماعة الأمة القبطية( الآباء المؤسسون لهؤلاء) علي البابا يوساب وقدمهم للمحاكمة؛
فحماية مقام البطريرك من تطاول بعض الاساقفة المتمردين؛ أو من يحركونهم من أُجراءٍ متطاولين؛ هي مسؤولية الدولة أولا و أخيراً ؛ وستوجد أجهزة الدولة مقصرة في واجباتها نحن الدولة والكنيسة والمجتمع بآن واحد؛ إذا لم تقم بوضع حد لهذا العبث غير المقبول وغير المنتهي
الاساقفة في كل مكان في العالم يحاكمون بالقانون أمام المحاكم حينما يتجاوزون القانون؛ حدث هذا في اليونان في الشهور الفائتة؛ بسب مخالفة أحدهم لتعليمات الدولة للكنائس في جائحة كورونا ! إن عدم تطبيق القانون و بطريقة فورية و بالمساواة علي الجميع هو مفسدة ما بعدها مفسدة ؛ وسبب غير مباشر لطغيان ؛روح تمرد هدام وغير مبرر للكنيسة والمجتمع؛ خصوصاً وقد تجاوز الأمر حدود الكرامة والإحترام إلي الاستهانة بأرواح البشر والإصرار علي نشر الوباء تحت ستار شعارات خادعة بإسم الدين؛ وهي أبعد ما تكون عن الإيمان أو العقل أوالحكمة؛ ثم إستخدام أساليب غير شريفة في توظيف حرية التعبير المتاحة علي الإنترنت؛ مع الدفع بالتلاميذ غير الملتزمين! من وراء الستار؛ للتطاول و التجريح والتشويش !
مادام الإنجيل قد ألزم الكنيسة بإحترام السلطة والقانون؛ فمن واجب السلطة الحتمي أن توظف القانون للدفاع عن الكنيسة؛ وعن مقام بطريرك الكنيسة!