إنقطاع تيار المعرفة بين الماضي والحاضر وبين الجذور والفروع؛ مع تولي سلطة ومهمة التعليم؛ لزعامات شعبوية إعتمدت علي النكت وخفة الدم دون دراسة أكاديمية متخصصة مع تحريف التاريخ طبقاً للأغراض والاهواء ( قارن كتاب الصخرة الارثوذكسية في طبعاته القديمة و طبعته الحالية! ) مع ما صاحب هذه الاهواء الشخصية من تدفق كتابات محدثين غربين؛ لحست الحقيقة كأنها لم تكن! وأسسوا لاهوتاً جديداً علي إستبدال شخص المسيح كأساس للإيمان والخلاص؛ بالكتاب المقدس بعهديه الذي لم يكن له وجود أصلاً قبل إختراع الطباعة وتجميعه لأول مرة في التاريخ بالشكل الحالي في مطبعة جوتنبرج في ألمانيا في القرن الخامس عشر! فعندنا مخطوطات للعهد الجديد في مجلد واحد تعود إلي القرن الرابع الميلادي؛ بينما لم يوجد في كل الدنيا ولا في التاريخ كتاب إسمه الكتاب المقدس يضم العهدين؛ قبل مطبعة جوتنبرج!
نحن أمام أجيال لم تدرس التاريخ ؛ ونكبنا بقيادات دينية ترفض دراسة الآباء والجذور؛ وأوقفت البعثات العلمية إلي جامعات العالم العريقة؛ وأغلقت علي شعوبها بحزام من الجهل والتبعية والتشيع مع التحزب والانقسام؛ فكانت النتيجة الاليمة هي: علي الصعيد العالمي؛ إستغلت الجماعات اليهودية الغنية بالمال والذكاء ؛ فكرة ضم العهد القديم الي الجديد في مجلد واحد لتهويد المسيحية و إنتاج تفسيرات مسيحية جديدة نشرتها الطائفة التي ولدت في بلايموث إنجلترا في كنائس حركة الإصلاح؛ وتسللت عبر الترجمات؛ الي العربية التي إنتشرت في مصر في القرن العشرين ومنها إلي الكنيسة المصرية العريقة لتشوه فهمها لموروثها الآبائي من خلال قادة لم يدرسوا الآباء وإستثمروا جهل المجموع بالتاريخ وبالآباء؛ لإنتاج هذا المسخ الذي ترونه حولكم في كل مكان الذي يطلقون عليه ظلما إسم " الكنيسة" !
كنيسة يهودية الفكر بإسم وحدة الكتاب المقدس! متغربة عن تعليم الآباء وعن فهم لاهوت الاسرار!
كنيسة بلا مسيح و قد حل محلة الاسقف ومن بعده الكاهن !
كنيسة يستقوي فيها الجاهل علي تلاميذ المعرفة ولاهوت الآباء بإستثمار الجهل والانقسام والتشيع!
واهم ؛ومخطيءلتقدير المواقف خطئاً جسيما؛ من يتصور أنني تخليت عن قبطيتي عندما أخذت يمين الشركة المقدسة من الكنيسة الارثوذكسية الروسية القديمة؛ والصحيح هو أن الكنيسة الروسية قبلت مجمعنا" للقديس أثناسيوس"بصفته مجمعاً قبطياً (أوتوكيفالوس)
فالتخلي عن قبطيتي يعني بالنسبة لي التخلي عن مصريتي! وهو مالن يحدث يوماً بنعمة المسيح ومحبته؛ فمصريتي ومحبتي لكل أهلي المصريين مسيحيين ومسلمين علي السواء ؛ليست مجالاً للمساومة؛ ولا لإستئذان من أحد! فمصر بلدي ؛ والكنيسة المصرية كنيستي؛ والمصريون أهلي وشعبي؛ شاء من شاء و أبي من أبي؛ ولن أسمح لأحد بأن يعبث بسلام كنيسة مصر؛ بنفس إصرار الرئيس السيسي أن لا يسمح لأحد بأن يعبث بأمن مصر.
وعموما ؛ فمن لم يستوعب دروس التاريخ مما حدث سابقاً من أحداث ؛ فلديه الفرصة أن يختبر بنفسه في الحاضر !