لا يتصور عاقل؛ أن القديس مارمرقس وهو يسحل في شوارع الاسكندرية وتترضض رأسه بحجارة الطريق وتنزف منه دماؤه الطاهرة علي الأرض؛ توقع أن ثمرة تعبه وآلامه ستنتهي بالكنيسة إلي ما إنتهت به الأمور في هذا الأيام ويحدث معها بالضبط ما تنبأ به الرسول بولس؛ أن يحدث عنده في الكنيسة: فمن ميليتس أرسل إلي أفسس وإستدعي قسوس الكنيسة وقال لهم: " إحترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التي أقامكم الروح القدس فيها أساقفة لترعوا كنيسة الله التي إقتناها بدمه؛ لأنه بعد ذهابي سيدخل بينكم ذئاب خاطفة لا تشفق علي الرعية" (أع٢٠ :٢٩/٢٨)
نعم يدخل بين أساقفة الكنيسة ذئاب خاطفة لا تشفق علي الرعية! هذا هو ما يقولة الرسول بولس بالحرف! ذئاب خاطفة لا تشفق! وهل يوجد تطبيق لعدم الشفقة والتضحية بأرواح الابرياء أكثر من عناد الجهل بالاصرار علي إستخدام ملعقة واحدة لتناول الجميع بها في زمن الوباء؟! وليس الخطر فقط في نقل ونشر العدوي بين أبناء الكنيسة وحدهم ؛ بل بالضرورة إنتشار العدوي وتمدد الفيروس بين كل المصريين !
في بدايةً الأمر قررت أن ألوذ بالصمت علي إعتبار أن قداسة البابا تاوضروس أعلن تفهما للمسألة ووعد بدراستها في المجمع؛ ومن ثم فهذا شأن تدبيري لا يخصني التدخل فيه ؛ ثم تابعت علي الميديا الحوار الذي أداره الشباب مع معاند غبي؛ لا أعرف بالضبط علي أي أساس جُعل مفتيا وهو لا يعلم ! ولكنني إنتظرت وتابعت : قال أن الأسرار المقدسة تنقل الحياة لا المرض؛ قالوا له آمين؛ لكن الملعقة ليست جزءا من السر! و هي دخيلة وليست أصيلة من عصر الآباء؛ أدخلها ذهبي الفم ! ثم قالوا له : أن الكنيسة لا تستخدم الملعقة في مناولة المرضي؛ ونحن في زمن إنتشار المرض والوباء! دون أن ينجحوا في زحزحة عناد الرجل ولا غباءه!
كتب لي واحد من الاقباط يفسر هذا العناد بأنه يعاند لمجرد أن يفرض رأيا معاكساً لرأي البابا! وعند هذه النقطة فارقني كل أملك من صبر وعاودتني خبرة التخاذل والانهزامية عند أراخنة أهلي وكنيستي التي صنعت من أقزام؛ متسلطين! ومن الظالمين والمفتريين حكماء!
فقررت أن أن أتدخل ؛وأن أكسر له أنفه ؛ بالمواجهة مع القانون؛ وأنه ينبغي أن يواجه تهمة القتل العمد مع سبق الإصرار وتقدمت ببلاغ مفتوح إلي النائب العام في مصر بلدي للتدخل قبل فوات الأوان لإيقاف مجزرة العدوي التي ينتوي هذا الاسقف حدوثها بغبائه وعناده غير المبرر؛ وأن نفس التهمة ستلحق بمجمعه إذا مالئوه! وأن يعلم الجميع ؛إن كانوا لا يعلمون أن الكنيسة مؤسسة من مؤسسات الدولة ؛و أنها ليست عزبة للأسقف! وليست عزبة ولا ميراثا عن أبيهم! لكنها ملك حقيقي للمسيح وحده مع شعبه ؛وأن الاسقف راعياً مكلفاً وليس صاحب العزبة ؛ وأن عصور التسلط والطغيان قد إنتهت إلي غير رجعة؛ وأن المسيح وشعبه سيستردون كنيستهم من أيدي "الذئاب الخاطفة التي لم تشفق علي الرعية(أع٢٩/٢٠)