سؤال: إذا كان الله على كل شيءٍ قدير؛ فلماذا لم يُهلك الشيطان ويريحنا منه؟
السؤال يبدو وجيهًا؛ ولكن قراءة العهد الجديد ستكشف ببساطة: أن المسيح قَبِلَ مواجهة الشيطان في التجربة على الجبل وانتصر عليه في تجربته؛ لأجلنا، كممثل للإنسانية، ثم واجهه بالصليب وغلبه وطرحه إلى خارج وأبطل سلطانه بغلبة الحياة على الموت بالقيامة؛ وأن هذا السلطان قد دفعه المسيح إلى الإنسان؛ الذي صار قادرًا أن يهزم الشياطين ويتسيد عليها! لكن أي إنسان هذا؟ هل هو الإنسان المُستعبد لمشيئة الشيطان! أم هو الإنسان الذي غلب الشيطان بسلطان المسيح الغالب، المدفوع إليه؟
القصة التي عبر عنها سفر التكوين رمزيًا بالشجرة والتي انحدرت إلينا من الموروث اليهودي "بتفاحة آدم" إنما تُعبّر عن غواية الشيطان للإنسان "بالتفاحة" المرغوبة من الإنسان التي يقدمها له الشيطان، فيتناولها من يده بكامل حرية إرادته الإنسانية، وهي الفكرة التي تعبر تطبيقيًا، عن شهوات إبليس المغرية المشوقة، ولكنها أيضا المسمومة بإبليس وبالهلاك والدمار الذي فيه!
المشكلة التي تواجهها الدولة مع الشعب هي تجسيد لهذا الموروث الذي يراه البعض دينيًا! بسوء الاستهلاك وكثرة الإنجاب وضعف الإنتاج، ثم تكون الدولة هي المذنب والمقصر، لأنها المسئولة عن توفير كل شيءٍ للكسالى! نفس الفكرة: يذهب الإنسان إلى سجن الشيطان بطاعته واختياره لشهوات ابليس؛ ثم يلقي اللوم على الله: لماذا لم ينقذه من الشيطان أو لماذا خلق الشيطان؟
في الإنجيل: الله لا يعذب العصاة الخطاة بالشواء الأبدي؛ ولكن يعذبهم الشر وانجذابهم بالخداع إلى بيت الشيطان وسجنه الذي هو الجحيم وجهنم النار!