لم تكن مفاجأة غير متوقعة أن يخطف فيروس الكورونا أصدقاء وأقرباء وأيضا كهنة ثم بعد ذلك أساقفة أفاضل! فلا أحد محصن ضد الكسر وليس جسد آخر بخلاف جسد المسيح له المجد؛ غير قابل للمرض أو للعدوى بسبب وحدتة الجوهرية مع لاهوته؛ وما عدا ذلك من كلام فهو من قبيل الشعوذة والضحك على الدقون التي أسلمت قيادها لقادة عميان ولابد لهم طبقا للإنجيل المقدس أن يسقطا كلاهما في الحفرة؛ وربما كان السقوط في حفرة الموت تجربة مثالية لأناس قد نذروا الموت عن العالم؛ لكنه ليس كذلك بالضبط لمن لديهم أطفال أو رعية بحاجة إليهم؛ مما يجعل من بقاءهم في الجسد إلزامًا!
الغريب في القصة هو أن دفع الناس إلى الموت بعدوى الفيروس القاتل بواسطة التناول بملعقة واحدة في زمن الوباء هو فعلياً قتل مع سبق الإصرار والترصد! ولا أظن أنه من الحكمة أن تُترك مصائر الناس وحياتها في أيدي عصابة من المشعوذين والجهلة؛ وأظن أن الأمر يستحق في نظري؛ تقديم بلاغ مفتوح إلى النائب العام المصري؛ لتدخل السلطات قبل فوات الأوان لإيقاف مجزرة متوقعة ومتعمدة لمواطنين مصريين عزل؛ يدفعون إلى الموت دفعاً بسبب التناول بملعقة واحدة في زمن الوباء بزعم أنها لن تنقل العدوى؛ بينما كهنتهم يتساقطون يوميا كغيرهم من البشر بسبب الوباء القاتل! وهذا هو تصرفي الإيجابي المتاح لإنقاذ أبرياء من سلوكيات قادة جهله غير متحملين مسؤولية حياة البشر الذين سُلطوا عليهم في غفلة من الحكمة والتعقل!
لكنني في الوقت نفسه لا أري أن هذا التصرف الأحترازي هو الحل الحقيقي والجوهري للمشكلة؛ لأن الحل الحقيقي هو الرجوع إلى مسيحية الإنجيل وإلى الإلتصاق بالمسيح؛ وإلى الرجوع عن التعاليم الظلامية المنكرة لحلول الروح القدس في المؤمنين؛ بالتناقض الصارخ والمباشر مع تعليم العهد الجديد:
"أم لستم تعلمون أن جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم الذي لكم من الله وأنكم لستم لأنفسكم؟" (١كو ١٩/٦) "أما تعلمون أنكم هيكل الله و روح الله يسكن فيكم؟" (٢ كو ١٦/٣)
ومن ثم يعود الروح القدس يعمل في الكنيسة ويفيض بمواهب الشفاء، ومن ثم فقد صارت الحاجة ماسة للتحول عن أشكال التدين السطحي والشكلي؛ إلى الإلتصاق بالمسيح بحياة توبة ورجوع حقيقي إلى الله وإلى طاعة وصية الإنجيل؛ والعودة إلى طلب الإمتلاء من الروح القدس والصلاة والتضرع أن يضرم من جديد مواهبه المقدسة في الكنيسة وأعمال الشفاء؛ وبهذا يكون للإيمان معني حقيقي وعملي للشفاء وللنجاة في زمن الوباء .