هل تزوج الله من العذراء مريم؛ وأنجب منها ابنا: هو يسوع المسيح؟!
وهل وُلِدَتْ أو نزلت إنسانية المسيح من السماء من عند الله؛ أم هي مخلوقة من الأرض ومولودة من جسد العذراء المخلوق؟!
وماذا يفيدني كإنسان: إن كان المسيح ابن الله، أو ابن الإنسان؟
عن جهل، أو عن قصد: يدعي البعض على المسيحية والمسيحيين أنهم يقولون؛ أن الله (حاشا لله) قد اتخذ من العذراء مريم زوجة له! وقد أنجب منها المسيح يسوع؛ ولهذا فإن المسيح بذلك يكون ابنًا لله!
فهل ورد في الأناجيل أي ما يقول بذلك؟! وهل أعلن الإنجيل أن العذراء مريم قد ولدت المسيح في بيت لحم اليهودية بعد حمل دام تسعة أشهر بعد بشارة الملاك لها به؛ أم أنكر أن إنسانيه المسيح مولودة ومخلوقة من جسد العذراء مريم، من الأرض؟
إذن فالأناجيل والإيمان المسيحي يؤكدان: أن إنسانية المسيح مولودة ومخلوقة من جسد العذراء مريم، من الأرض؛ وأنه لا توجد صله نسب بين المسيح والله بأي حال من الأحوال!
فإذا لم يكن ذلك هو معنى إيمان المسيحيين بأن المسيح "ابن الله"
فما معني كلمة "ابن الله" في الإيمان المسيحي؟
إن ابن الله هو كلمة الله؛ فهل الله أزلي، أم مخلوق! وإذا كان الله أزلي، فهل يكون "كلمة الله" صادر عن الله الأزلي وأزلي معه، أم يكون كلمة الله مخلوق ومصنوع بإرادة الله في الزمان؟
إذن فالذي نزل من السماء وحل في جسد وإنسانية المسيح - المولودة والمخلوقة من الأرض- هو كلمة الله الأزلي؛ المولود من أصل النور الأزلي؛ كنور من نور؛ كشعاع النور من النور: فهو ابن النور الأزلي أي ابن الله. إذن فابن الله هو شعاع النور المولود من جوهر النور الأزلي؛ الذي حل في الجسد المخلوق والمولود من العذراء مريم فمنحة صفته: ابن الله؛ وليس معنى "ابن الله" أن الله أنجب ابناً من العذراء - حاشا لله - من هذا التجديف على جلاله ومجده.
ثم ماذا يفيدني أنا؛ أن يكون ابن الله قد صار بالتجسد ابنا للإنسان؟
لقد جعلني بالنعمة ابنا لله لما صار ابن الله بالتجسد ابنًا للإنسان.
فإذا كان المسيح في نظري هو مجرد إنسان فسأظل مجرد إنسان؛
أما لأني قبلته كابن الله فقد جعلني ابنا لله؛ ولهذا فقد صارت حياته وأعماله مُحَققة في الإنسان ببرهان المحبة للأعداء والمعجزات والأشفية التي تحدث كل يوم في كنيسته بسلطانه، ولهذا أيضا وجّه المسيح له المجد دعوته الخالدة للبشرية: "تعالوا إلي يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم" (مت٢٨:١١)
تنويه:
هذه آخر مقالة؛ أتركها لكم قبل ان أتحول إلى الكتابة للأمريكان من الأسبوع القادم، ومن المتوقع أن تصلكم المقالات؛ لأن الميديا لا تعرف الحدود ولا الفواصل السياسية أو الجغرافية؛ وسبب هذا التنويه هو أن ضمير المخاطب والمتكلم والتطبيقات والتشبيهات في المقالات الجديدة عائدة كلها على مجتمعي الجديد الذي أعيش فيه الآن؛ فلزم التنويه درءا للدهشة أو سوء الفهم