ليس المرتد عن الإيمان معلناً إرتداده عنه و إختياره لإيمان آخر هو الخائن لإيمانه ؛ بل بالعكس فهذا إنسان صادق مع نفسه ومع غيره و أيضا مع قناعته؛ ولكن المرتد الخائن الحقيقي للإيمان هو من يظل يعلن تمسكه بالانجيل كإيمان له في العلن؛ بينما هو في هو في قرارة نفسه وفي جوهر تعليمه يكون قد إرتد إرتداداً حقيقيا عن الإنجيل إلي الناموس وعهده القديم؛ فإحترام الكنيسة لوحي العهد القديم والانتفاع بما كتب فيه للتعليم؛ ليس مسوغاً بأي حال من الأحوال للمساواة بين نور سراج ( الكلمة النبوية) بالمقارنة مع شمس النهار ( الكلمة المتجسد) بحسب المقارنة التي عقدها الرسول بطرس بينهما في (٢بط١٩/١) ولا بين الناموس والقديم؛ مع النعمة والحق الذين صارا لنا بالمسيح في الجديد !(يو١٧/١)ولكن الخيانة الاسوأ من كل هذا لمجد المسيح في هذا الارتداد المتخفي عن الإنجيل إلي الناموس؛ هي خيانة توظيف دور كلمة الآب المتجسد في أن يكون خادما للناموس!
وقد جاء ليتمم مطلبات " ناموس الخطية والموت" ؛ في الوقت الذي يعلن فيه العهد الجديد صراحة: أن المسيح بروحه القدوس قد أعتقني من هذا الناموس! و يسميه "ناموس الخطية والموت!" لأن ناموس روح الحياة ( أي الروح القدس) في المسيح يسوع قد أعتقني من ناموس الخطية والموت"( رو ٨/٢) و من ثم إنتهوا الي التعليم بأن صليب المسيح الذي هو :إبطال للخطية بذبيحة نفسه( عب ٢٦/٩) إنما كان موت لإيفاء متطلبات و(قسوةالناموس) بإسم عدالة الناموس! ناهيك عن الذين يعودون الي الاركان الضعيفة؛ و شريعة النجاسة " و دم الحائض" وغيرها التي غيرها المسيح نفسه بعهده الجديد " ليس ما يدخل الفم ينجس الانسان بل الذي يخرج من الفم فهذا ينجس الإنسان"
وهذه في الواقع أمثلة قليلة جدا من طفح خائن للإنجيل في التعليم ؛ لتحويلة إلي ملحق تكميلي للناموس الذي إنتهي دوره بمجئ المسيح ! حتي بلغت إستباحة التجاوز بالبعض إلي حد التعليم بأن المسيح سيأتي من مجده ليملك علي الارض حسيا علي اليهود في اورشاليم !
فهل تظنون إن هذه كلها مصادفات ؛ أم أن معركة تهويد المسيحية قديمة قدم بداياتها؛ الأمر الذي وصفه الرسول بولس بالغباء الذي قاومه مع الغلاطيين؛ والجديد في الأمر أنه قد غير أشكاله ليصير إختراقا خائنا ناعما للكنيسة ولإنجيل المسيح؛ بإسم وحدة ووحي الكتاب المقدس؛ و أن المسيح له المجد قال : "ما جئت لأنقض بل لأكمل" وعليه برأيهم فأن القديم بهذا الرأي باق ! رغم كل تعارضاته مع العهد الجديد لاهوتا و وصايا !! وحتي لا يكون الكلام شعراً بلا محددات.
فكل تعليم و كل تدين أيا كانت مصادره؛ لا يؤدي إلي الاتحاد بالمسيح و نعمة ووصايا العهد الجديد؛ هو إرتداد خائن خادع عن إنجيل المسيح
و الصحيح كما علم آباء الكنيسة الاولين أننا نقرأ ونقبل العهد القديم مكملا بعيون العهد الجديد و محققا بالكامل في يسوع المسيح إبن الله الوحيد الذي قد جاء في الجسد .