يخطئ التقدير خطأً بالغاً؛ من يتعامل مع المسيح من زاوية إنسانيته! فإنسانيته تشبه إنسانيتنا في كل شيء ما خلا الخطيه وحدها؛ ومن يصر علي التعامل مع المسيح من هذه الزاوية الإنسانية وحدها؛ فهو يتحدث عن مسيح آخر لا أعرفه ولا يعنيني أن تحبه أو أن تلعنه إن شئت! فالقيمة الجوهرية في مسيحي الذي أحبه وأخدمه هي أنه قد حل فيه أي في إنسانيته جوهريا؛ شعاع النور الأزلي القادر على أن يعمل أعمال الأزلي نفسه؛ فمسيحي هو نور الأزلي متجسدًا في وعاءاً إنسانيا من أجل منح هذا النور للإنسان؛ لمن يقبله ويريده؛
ويخطئ كذلك خطأً مساوياً؛ من يظن أن الإيمان بالمسيح تركة أو عزبة ورثها عن والديه! أو أن الإيمان المسيحي مجرد تصديقا أو صفة تكتب في خانة الديانة بالبطاقة؛ أو في كشوف جمع التبرعات بالكنيسة؛ فإيمان لا يؤول إلى قبول المسيح والاتحاد بنوره النازل من السماء إلى الإنسان؛ هو والعدم شيء واحد !
الإيمان بالمسيح بالنسبة للإنجيل هو قبول المسيح؛ وقبول المسيح في لاهوت الكنيسة الشرقية هو الاتحاد بالمسيح؛ أي إستقبال نوره الذي جاء متجسدا لكي ينير كل إنسان؛ وإذا إستنار الإنسان بنور الأبدي؛ فإن هذا يجعل فكره منيرا وكلامه مستنيرا وسلوكياته وعلاقاته هي في النور؛ وهكذا يشع النور الذي سكن بداخله إلي خارجه على الآخرين وعالمه الصغير المحيط به! وهكذ يستنير ويكون هو أيضا نورا للعالم .
فهل يسوع المسيح الذي في أيام جسده كان يجول يصنع خيرا ويشفي المرضي والمتسلط عليهم من إبليس مازال إلى يومنا هذا؛ قادر على أن يهب الشفاء ويصنع المعجزات؛ الإجابة نعم وفقط لمن يمكنه الرؤية من خلال الغربال! هذا حاضر مع رجال لله وقديسين كثيرين في التاريخ وفي كنائس وأماكن كثيرة منها كنيسة القديس أثناسيوس ( الإلكترونية)؛
لكن المعجزات ليست إستعراضا للفرجة بل هي خبز البنين؛ وهي محبة الله للإنسان!
أشفق كثيرا علي من يظنون أنهم قد إمتلكوا المسيح والإيمان به؛ بينما هم في الحقيقه لم يعرفوه ولَم يختبروا محبته؛ كما أشفق كذلك علي الذين صدقوهم؛ ولَم يدركوا بعد أن المسيح في الحقيقة؛هو مسيح العالم أجمع؛ بغير حواجز من أحدٍ .