إعتاد المؤمنين الذين ما زالوا يعيشون بذهنية العهد القديم؛ أن يفهموا وينسبوا الكوارث والشرور إلي الله من منطلق أنها أشكال من العقاب والتأديب للبشرية العاصية! متعامين تماماً عن صورة الله المحب التي عكسها الإنجيل للخليقة عن الله؛ وغير فاهمين لمعني الحرية والمسؤولية التي تميز بها الانسان عن باقي المخلوقات؛ وربما كان هذا النوع من الفهم أبلغ تعبير عن حالة الانهيار والانهزامية التي تدمرت بها إرادة الانسان والبشرية ؛مع جرعة قوية من مخدرات الاستسلام والتسليم للقدرة والمشيئة الإلهية! وعلي كل الأحوال فإن حالة الإستسلام هذة أكثر راحة للبال رغم نتائجها الكارثية؛ من محاولة إيقاظ الوعي والحرية التي أسعي لتحريكها في عقول الناس.
لقد صارت المواجهة بين قوي الشر التي يحركها لوسيفر للسيطرة علي العالم؛ في مواجهة مكشوفه مع البشرية الساعية إلى السلام والحرية ؛ ولا أظن أن هناك أي إحتمالات للمساومات بين الطرفين فلابد أن تنتهي المواجهة بهزيمة نكراء لأحد الطرفين فهي معركة وجود وبقاء أو هزيمة وفناء للطرف الخاسر !
المسيح له المجد حسم القضية بطريقة لا تقبل جدالا؛ فقد برهن علي سلطانه بأعماله؛ وعلي أن أعماله بالبرهان العملي أمام العيون هي أعمال الآب السماوي التي لا يقوي عليها غيره؛ ثم برهن علي إمتداد وجوده في تلاميذه وإرساليته لهم بأن يعملوا بإسمه أعماله؛ أي يعمل هو نفسه أعماله فيهم وبهم! ثم حسم قضية المواجهة مع الشيطان في (لو١١) بأن الأقوي هو من سيحقق الغلبة علي غريمه ويقيده وينزع سلاحه الذي إتكل عليه ويوزع غنائمه؛ ومن ثم فقد إنتهي زمان الخداع بلباقة الكلمات أو بالاحتماء بالرتب والألقاب ! فالمواجهة صارت علي المحك وعلي مرأي من الجميع؛ ولن يكون هنالك فرصة للتراجع بعد الهزيمة! على أية حال فإن يوم الامتحان لا يجامل ولا يظلم أحدًا ؛ هو فقط يشهر حقائق كانت موجودة أصلا ؛ ولكنها فقط كانت تحت الغطاء ؛ إذا لن تتبقي فرصة أخري للمتغطين طوال هذه السنين بالكذب والخداع وبأوراق التين !