تذكرت كلمات ريتشارد ورمبراند في كتابه "العذاب الاحمر" : بينما كانوا يتجادلون في القسطنطينية؛ هل عيون العذراء كانت زرقاء أم خضراء ؟ ويتساءلون: هل إذا سقطت ذبابة في الماء المقدس : أيتنجس الماء أم تتقدس الذبابة؟ كانت جيوش محمد الفاتح تحيط بالقسطنطينية؛ ولما دخلها إتجه مباشرة إلي كنيسة أجيا صوفيا وأمر مؤذنه أن يرفع الآذان فيها؛ وأعلنها مسجدا( إنتهي) ؛ و أنا أتابع الابحاث اللاهوتية الواجبة عن " دم الحائض" وهل يجوز أكل السمك في صيام العذراء ؟! وغيرها من الخلافات !
بينما كانت جماعات التهويد وإختراق اللاهوت المسيحي تعمل بهدوء وصمت من خلال نشر أفكارهم التهويدية كتباً؛ الغريب في هذه القصة أن أحدًا لم ينتبه إلي أن برنامج تعليمهم كله يصب في صالح " تدبير الشعب القديم " كما أسموه ؛علي حساب إنجيل يسوع المسيح ! الذي لم يجد من بين القديسين المستنيرين من يحامي عنه ؛ أو يتنبه لهذا الفخ : أن الرب يسوع المسيح سيأتي ثانية ليملك علي اليهود! وليس علي كنيسته ؛ الغالبين! وبدون أي سند من العهد الجديد ! و بإختراع فكرة من خيالهم ؛ وأوجدوا لها ما يناسبها من نبوة في القديم؛ ثم فصلوا الظهور عن المجيء الثاني حتي تخلوا الساحة لشعبهم اليهودي الذي رفضه قبلا ! ليملك مسيحنا عليهم علي الارض !
فين في إنجيل المسيح أو في تعاليم رسله القديسين هذا الابتداع ؟ كلام الرسول بولس أن البقية التقية ستخلص (رو٩) معناه أنهم سيخلصون بالإيمان بالمسيح و ينضموا الي كنيسته وجسده؛ لكن فين كل هذا الحكي وهذه النظريات المبتدعة بدون نص إنجيلي واحد ؟!ثم يقولون:القديس إيريناوس كتب عن الملك الالفي؛ نعم قرأت ما كتبه؛ لكن فين في كلام إيريناوس:
إذا لم يجيبوا علي هذه الاسئلة بالتدليل أو بالاعتذار فسيحصدوا ثمار إدعاءهم و تلفيقهم ! ثم يبرهنوا علي أن الاختطاف يسبق المجئ الثاني بأن الرب سيأتي مع ربوات قديسيه ويقولون فمن أين دخل هؤلاء القديسون إلي السماء قبلاً حتي يأتوا معه في مجيئه؛ إلا من خلال الاختطاف الذي سبق المجئ؟! أولا بحسب تعليم العهد الجديد؛ الاختطاف صار متاحاً للغالبين من وقت صعود المسيح الي السماء حتي نهاية الزمان بدليل " إختطاف الرسول بولس" وهم يفهمون الاختطاف بمعان مادية مغايرة تماما للإختطاف في الإنجيل! و طبعا في لاهوت الآباء ؛ ولكن من هم القديسون الآتين مع الرب في مجيئه؟ الاجابة واضحة في (مت٢٧)
إنهم :الذين قاموا مع الرب بقيامته وخرجوا من القبور بعد قيامته وظهروا لكثيرين في أورشاليم ( مت٢٧) وهؤلاء هم رفعهم الرب الي السماء معه وقد نالوا القيامة الاولي مع قيامتة؟ كما يقول في( أف٤ :٨-١٠) "لذلك يقول إذ صعد إلي العلاء سبي سبياً و أعطي الناس عطايا وأما أنه صعد فما هو إلا أنه نزل أيضا أولا إلي أقسام الارض السفلي؛ الذي الذي نزل هو الذي صعد أيضا فوق جميع السماوات لكي يملأ الكل "
ولكن ماذا يضيرني أنا أن يعتقد قوم بأفكار تخصهم ؛ و هل أنا وصي علي إيمان الآخرين ؟
اولا: أنهم بدلا من أن يبشروا بين اليهود المهمين عندهم وعند رسول الامم العظيم؛ بأن يؤمنوا بالمسيح فيخلصوا وينضموا إلي كنيسته ؛ يشوهون الإنجيل لكي يساوا بين القديم والعهد الجديد! و هذا أنا أراه تجديفا علي عمل الابن المتجسد وعهده الجديد؛ في رأيي!
أما ثانيا: فقد كان كلامهم في السنوات السابقة عن ملك المسيح علي اليهود؛ يبدوا أنه لا يضر في شئ ؛ لأن المسيح لن يأتي إلا مرة واحدة حسب تعليم الإنجيل لإختطاف كنيسته.
إذن فليقولوا ما يشاؤون لأن الامر بيد المسيح نفسه في التنفيذ؛ ولكن الآن بعد تغير التاريخ أصبح تعليمهم هذا فخاً خطيراً لتضليل المسيحيين ! لماذا ؟ لأن إسرائيل والصهيونية العالمية يعدون العدة الآن؛ لنظام عالمي جديد يملك عليه المسيح اليهودي المنتظر منهم؛ الذي بالنسبة للعهد الجديد؛ هو ضد المسيح (٢تس ٢ ) وهذه هي مكيدة الضلال : أنهم يوهمون المسيحيين بأن يسوع المسيح آت ليملك حسيا في إسرائيل؛ بينما الآتي فعليا ليملك علي عالم الشواذ والفجور من إسرائيل هو ضد المسيح !