لم تكن المعجزات بالنسبة للمسيح له المجد و من بعده تلاميذه ؛شكلا من أشكال إستعراض القوة للبرهنة علي صدق الارسالية ! بل أن المسيح له المجد رفض قبول هذا النوع من المنطق الاستعراضي حينما طلبوا منه آية من السماء قائلا لهم جيل شرير فاسق يطلب آية ولا تعطي له إلا آية يونان النبي ؛ ولكن المعجزات كانت بالنسبة للمسيح هي برهان إرساليته لأنها أعمال محبة الآب وقدرته التي لا يقدر عليها إلا القادر علي كل شيء ؛ وبنفس القياس أُعطي تلاميذه أن يعملوا أعماله؛ برهانا علي أنه هو نفسه الذي يعملها فيهم:" شاهدا الله معهم بآيات و عجائب و قوات متنوعة و مواهب الروح القدس حسب إرادته" (عب ٤/٢)
ومن ثم فبناء علي هذا النص مؤكدًا بعبارة الرب : "إن كنت لست أعمل أعمال أبي فلا تؤمنوا بي" يتضح منهج الإنجيل في البرهنة بأعمال الله علي أقوال الله ؛ هذا التحدي بعينه هو ما قدمه الرب للمحتجين علي قوله للمفلوج " مغفورة لك خطاياك" إذا قال لهم : أيما أيسر أن يقال للمفلوج مغفورة لك خطاياك أم أن يقال قم و إحمل سريرك و إمش ولكن لكي تعلموا أن لإبن الانسان سلطان علي الارض أن يغفر الخطايا قال للمفلوج لك أقول قم و أحمل سريرك وإذهب إلي بيتك"(مر٢: ٩-١١)
علي أن التاريخ مايزال يعيد نفسه بحذافيره شهادة علي محبة الله وأمانته مع مختاريه؛ وأيضا علي حنق الكبرياء و الرفض لمشورة الله المعلنة للجميع ؛ فعلي الرغم من أن تاريخ العهد القديم بطوله و عرضه لم يذكر مرة واحدة قبل المسيح ومن بعده تلاميذه؛ أن واحدا من رجال الله كان له سلطانا أن يطرد الارواح الشريره ! الأمر الذي بينه الرب له المجد ؛ أنه واحدة من علامات إستعلان ملكوت الله في شخصه المبارك : " فإن كنت أنا بأصبع الله أخرج الشياطين فقد أقبل عليكم ملكوت الله" (لو ٢٠/١١)؛ و كان هذا ردا علي حنق الاشرار الذين لما رأوا آيات لم يروها من قبل : إذا كان يخرج شيطانا و كان ذلك أخرس فلما خرج الشيطان تكلم الاخرس؛ فقالوا : " ببلعزبول رئيس الشياطين يخرج الشياطين !"
ما أشبه الليلة بالبارحة ؛ أن يخرج من داخل كنيسة المسيح و بالأسف الشديد؛ قوم ينكرون سكني الروح القدس فينا ؛ ويغفلون مواهب الروح القدس ؛ و لما يعطي الروح القدس مواهبه للذين يطلبونه يإيمان وإستعداد (لو١٣/١١) و يعلنوا مجد المسيح بتقديم الشفاء للمحتاجين إليه ؛ يقولون لسامعيهم المضللين بخداعهم ؛ إحترزوا من المعجزات؛ لأن المسيح قال في( مت٢٤) سيقوم مسحاء كذبة ويعطون آيات ومعجزات ! ولا يهم أن تكون بإسم المسيح فهذا ليس دليل لأن المسيح سيقول للذين صنعوا بإسمه قوات ؛ لم أعرفكم قط !!
أيها الجهلة العميان قادة العميان ؛ إن نسبة أعمال الروح القدس إلي الشيطان هي تجديف علي الروح القدس ؛ ودينونتكم و قضائكم حاضرين ؛ كعليم الساحر الذي كان يحاول أن يعوق بشارة الرسول بولس للوالي سرجيوس بولس ( ١٣) ولو كُنتُم قد درستم العهد الجديدأيها الجهلة تلاميذ الحقد ؛كُنتُم قد عرفتم أن ضد المسيح لن يقدم أشفية وأعمال الروح القدس ومحبة الله التي لا يمتلكها؛ بل هي آيات خادعة و اهمة كسائر أعمال روح السحر واليكم الدليل :"الذي مجيئه بعمل الشيطان بكل قوة وبآيات و عجائب كاذبة وبكل خديعة الاثم في الهالكين" (٢تس٢: ١٠،٩) أما أولئك الذين سيقول لهم أني لم أعرفكم ! ليس أنهم فعلوا معجزات بإسمه غصب عنه ! أو خدعوا الرب ؛ يا مساكين ! ولكن هذا هو طبق الاصل نموذج يهوذا الذي خرج في إرسالية التلاميذ و دهنوا بالزيت مرضي كثيرون وشفوهم بإسم المسيح ثم خان وإرتد وهلك!
الافضل لكم من محاولة التشويش علي عمل الله ؛ التي لن تنجح الا في مزيد من الكشف عن وقاحة تجديفكم علي عمل الروح القدس بنسبته للشيطان ! أن تتوبوا وتعتذروا عن إنكاركم لعمل وسكني الروح القدس في الكنيسة ؛والذي منح النعمة والمواهب لغيركم يقبل توبتكم ويمنحكم المواهب كما منح غيركم .