[هذه السلسلة من المقالات عن إعادة قراءة العهد القديم بعيون وفكر العهد الجديد؛ ليست تكرارًا ولا حوارًا حول سلسلة المقالات التي سبقتها؛ التي برهنت أن ناموس العهد الجديد (روح الحياة القدوس)؛ قد حل محل ناموس العهد القديم (الخطية وعقوبة الموت) "لأنه إن تغَيَّر الكهنوت فبالضرورة يصير تغيُّر للناموس أيضًا" (عب ١٢/٧)؛ ولكنها محاولة تطبيقية جادة لقراءة العهد القديم بفكر العهد الجديد]
لقراءة المقالات السابقة من هذه السلسلة اضغط عالرابط التالي
https://anbamaximus.org/articles/
المؤامرة الصهيونية الخبيثة لتفريغ المسيحية من جوهر قوتها وتميزها؛ استغلت حالة الضعف والجهل الشديد الذي أصاب المسيحيين من جهة وركبت موجة تحرير قراءة وفهم الإنجيل الإصلاحية من الجهة الأخرى؛ مع فرصة ضم العهد القديم إلى الجديد في مجلد واحد في مطبعة جوتنبرج الألمانية؛ لكي تشحن عقول المسيحيين بكتب وتفسيرات: عمدت فيها إلى سحب البساط من تحت الحقائق الإنجيلية الأساسية التي تّمَيِز إنجيل المسيح وشخصه المبارك على النحو التالي:
١- أن المسيح له المجد جاء من عند الآب إلينا لكي يتمم الناموس الذي لم يكمل شيئا! (عب١٩/٧)؛ والذي لقبه العهد الجديد بناموس الخطية والموت (رو٢/٨)؛ بدلا من إعلان حق الإنجيل الذي أصاب فخرهم (ناموسهم) في مقتل: أن المسيح كمَّل الناموس بتغييره بناموس آخر؛ هو ناموس الروح القدس والطبيعة الجديدة كما يخبر العهد الجديد بهذا الحق بكلمات واضحة ومحددة في (عب١٢/٧) "لأنه إن تغيَّر الكهنوت (من كهنوت هارون إلى كهنوت المسيح) فبالضرورة يصير تغير للناموس أيضا". فكيف يكون المسيح قد جاء ليتمم ناموسًا قد تغيَّر إلى ناموس آخر بسبب تجسده وغلبته بالصليب والقيامة؟!
أما الخدعة الأخطر في فكرة تتميم المسيح لناموسهم: أن المسيح صار خادمًا للناموس بدلاً من أن يكون هو رب الناموس والسبت معًا!
٢- جوهر الإنجيل أن الله محبٌ للبشر رغم خطاياهم ووهبنا ابنه لكي نحيا به (١يو١١/٥) الذي أبطل الخطية والموت بصلبه وقيامته (عب٢٦/٩،١٤/٢)؛ سُحِبَ البساط من تحت الإنجيل فتم التأكيد على أن مشكلة الإنسان ليست في أنه وقع أسيرًا في يد الشرير بسبب عجزه أمام الخطية وعبوديته لها؛ لكن قدمت صورة مغايرة لإعلان الإنجيل؛ صورت مشكلة الإنسان في عدم قدرة الآب السماوي على الغفران! فقد جعلت الله مقيدًا بأحكام "ناموس الخطية والعقوبة بالموت"! ومن ثم فهو لن يغفر بدون توقيع عقوبة الناموس؛ حتى لو على ابنه: الذي صار بدوره خادمًا للناموس ليموت بدلاً من الإنسان ليوفي متطلبات الناموس؛ وبهذه الخدعة التجديفية على محبة الآب السماوي؛ صار في النهاية المجد والسيادة والسلطان للناموس اليهودي! بدلاً من أن يكون المجد لمحبة الله الآب الذي أعطانا بالحب ابنه الوحيد لكي نحيا به بالروح القدس.
مؤامرة صهيونية خبيثة لنقض الإنجيل وتسييد الناموس والتقليل من قدر رب الناموس ليصير خادمًا للناموس، وقد نفذها خونة مأجورون وابتلع طعمها المسيحيون البسطاء أو الجهلة بالإنجيل!
٣- إن ناموس روح الحياة الذي حل محل ناموس الخطية والموت هو الطبيعة الجديدة والاشتراك في الروح القدس؛ الذي تم إنكاره ومعه مواهبه التي هي سر حياة الكنيسة وقوتها؛ وتم إضافة الأعمال (أي الناموس) إلى جوار المسيح (أي الإيمان) في كنيسة العصور الوسطى كشرط لنوال الخلاص! أي إضافة اليهودية إلى جوار المسيحية لنوال الخلاص! الفكرة التي لما تصدى لها مارتن لوثر بحركة الإصلاح تم الالتفاف حولها بأن حولوا قوة غلبة دم يسوع على الخطية والموت إلى: "على حساب الدم" حتى وُزعت فكرة النعمة الرخيصة على المسيحيين (اعمل الخطية وعلى حساب الدم داخل السماء) وأن يصبح اليهود قبل المسيح والتجسد؛ هم أيضًا مُخلّصون على حساب الدم؛ لأنه كان معروفًا سابقًا قبل تأسيس العالم!
فلما تُهدر فكرة الغلبة على الخطية والشيطان والموت وتجديد الطبيعة؛ تصبح اليهودية مساوية للمسيحية في كل شيء: أن أساس الإيمان هو (الكتاب المقدس بعهديه أي بالناموس والمسيح معًا!) وأن اليهود مُخلّصون من قبل التجسد على حساب الدم مثل المسيحيين! ولا يوجد شيء اسمه الغلبة على الخطايا ولكن إيمان مشابه تمامًا للعهد القديم وقد تحققت نبواته.
إن وحي العهد القديم هو الكلمة النبوية (٢بط٢١/١)؛ وليست هي التشريعات التي غيرها المسيح له المجد (مت٨/١٩)؛ وليست هي التاريخ بأحداثه الطبيعية وبطريقة فهمه اليهودية على يد: "شاهد ماشفش حاجه!" (خر٢٠/٣٣، يو ٣٧/٥)
تخلصوا من المكيدة الصهيونية لتفريغ الإنجيل من جوهرة؛ ومن خيانة ترويجها بين المسيحيين؛ وعودوا إلى إنجيل المسيح قبل أن يقضي الإلحاد على شبابكم وكنائسكم كما حدث للكنائس في أمريكا؛ بسبب رؤية تشريع وتأريخ العهد القديم: لصوره إله عنصري دموي يقتل ويهلك وينتقم من خليقته بقسوة يأباها الإنسان المعاصر ضد حيواناته الأليفة! إله يأمر بسبي النساء والأطفال (تث ١٤/٢٠) وأن يقتل الأخ أخيه المرتد بيده! (تث٩/١٣)