سأل الإعلامي الأمريكي الأشهر تاكر كارلسون، السيناتور الجمهوري تيد كروز سؤالًا جوهريًّا: "هل إسرائيل المذكورة في الكتاب المقدّس (Nation of Israel) هي دولة إسرائيل الحالية (State of Israel)؟" فأجاب السيناتور: "نعم". فلمّا أعاد تاكر السؤال: "أين في الكتاب المقدّس؟"، لم يعرف السيناتور أن يجيبه بشاهد من الكتاب المقدس !
وهنا نودُّ أن نقدّم للسيناتور الشاهد الحقيقي من الكتاب المقدّس الذي يحسم الحوار بين الإعلامي والسيناتور. يقول الإنجيل: "إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ. وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَانًا أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ." (يو 1: 11-12)، وكذلك يشرح بولس الرسول أن إبراهيم أب الآباء كان أبًا لكلِّ من هو من الإيمان، وليس فقط لنسل الجسد، إذ يقول: "لِهذَا هُوَ مِنَ الإِيمَانِ، كَيْ يَكُونَ عَلَى سَبِيلِ النِّعْمَةِ، لِيَكُونَ الْوَعْدُ وَطِيدًا لِجَمِيعِ النَّسْلِ. لَيْسَ لِمَنْ هُوَ مِنَ النَّامُوسِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا لِمَنْ هُوَ مِنْ إِيمَانِ إِبْرَاهِيمَ، الَّذِي هُوَ أَبٌ لِجَمِيعِنَا." (رو 4: 16)، وبناءً على مقارنة هذين الاقتباسين من الكتاب المقدّس (يو 1: 11-12) و(رو 4: 16)، يتضح أن القراءة المسيحية لنص سفر التكوين: "أُبَارِكُكَ مُبَارَكَةً، وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ تَكْثِيرًا كَنُجُومِ السَّمَاءِ وَكَالرَّمْلِ الَّذِي عَلَى شَاطِئِ الْبَحْرِ، وَيَرِثُ نَسْلُكَ بَابَ أَعْدَائِهِ، وَيَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِي»." (تك 22: 17-18): أن هذا الوعد وهذه البركة تنسحب على أبناء إبراهيم "أبناء الإيمان" الذين قبلوا يسوع المسيح ابن الله الظاهر في الجسد، ولا تنطبق على دولة إسرائيل التي تُنكر الإيمان بيسوع المسيح وبعمل ذبيحته الكفارية لخلاص البشرية، بل أعادوا تقديم الذبائح الحيوانية (العجلة الحمراء) ويستعدون لتقديم ضدًّا للمسيح: ملكهم المنتظر ومسيحهم البديل ليسوع المسيح.
فهل أصاب تاكر كارلسون حين قال إن دولة إسرائيل ليسوا هم أبناء الله وأبناء إبراهيم بحسب الوعد؟
أم أن السيناتور لم يدرس الإنجيل دراسة جيّدة، بل يُردّد الدعاية السياسية الصهيونية التي وُضعت على ألسنة مُبشّرين كثيرين، وهم بحاجةٍ إلى إعادة قراءة إنجيل المسيح؟
جزء من فيديو اللقاء:
https://www.youtube.com/watch?v=4YgM2dswgdw
بنسلفانيا – أمريكا
٢٦ يونيو ۲۰۲٥
لمتابعة المقالات السابقة من سلسلة مقالات "رأيٌ في الأحداث" اضغط على الرابط التالي:
https://anbamaximus.org/articles/Ra2yFeElahdath