[هذه السلسلة من المقالات عن إعادة قراءة العهد القديم بعيون وفكر العهد الجديد؛ ليست تكرارًا ولا حوارًا حول سلسلة المقالات التي سبقتها؛ التي برهنت أن ناموس العهد الجديد (روح الحياة القدوس)؛ قد حل محل ناموس العهد القديم (الخطية وعقوبة الموت) "لأنه إن تغَيَّر الكهنوت فبالضرورة يصير تغيُّر للناموس أيضًا" (عب ١٢/٧)؛ ولكنها محاولة تطبيقية جادة لقراءة العهد القديم بفكر العهد الجديد]
لقراءة المقالات السابقة من هذه السلسلة اضغط عالرابط التالي
https://anbamaximus.org/articles/
س: هل الله يُمِيت ويَقتل؛ أو يأمر و يُعاقب بالقتل؟!
إجابة العهد القديم هي نعم: الله يُمِيتُ وَيُحْيِي (١صم٢/ ٦) وقد أهلك الخليقة كلها بشرًا وحيوانات بالطوفان، وأمر يشوع بن نون بعمل نفس الشيء في أريحا! وكذلك موسى وغيره من الأنبياء: قَتَلوا الناس بأوامر من يَهْوَه!
إجابة العهد الجديد: أن إبليس هو الذي من البدء كان قتالاً للناس (يو٨/ ٤٤)؛ وأن الله لا يُهلك الناس بل يخلص من الهلاك (يو٣/ ١٦)
الكنيسة المسيحية تَقْبَلْ العهد القديم - فقط - مُكمَّلاً بالجديد! ومن خلال إعلان يسوع المسيح عن الله الآب بالإنجيل؛ فمن يُريد إخضاع الإنجيل؛ للعهد القديم فهو متهود ومرتد عن الإنجيل؛ من وِجهَة نَظر إيمان الكنيسة الأرثوذكسية الشرقية؛ وأما من هو من المسيح فإنه يُؤسِس علاقته مع الله الآب على إعلان يسوع المسيح ويقرأ العهد القديم بعيون ومن خلال العهد الجديد؛
المسيح له المجد أحيا من الموت موتى كثيرين؛ ولم يَقْتُل أو يأمُر بقتل إنسان واحد؛ قال أنا هو القيامة والحياة ولم يَقُل أبدًا أنه من يُميت؛ فيما نَسَب الموت والقتال إلى إبليس (قَتَّال) ولم يَنسبه أبدًا للآب السماوي (يو٨/ ٤٤)
خلّص الْخُطَاة وحررهم من قيود خطاياهم؛ ولم يأمر يومًا بقتل خاطئ واحد ولا بِرَجم امرأة خاطئة واحدة، شفى الأبرص وفتح عَيْنَي الأَعْمَى؛ ولم يَضرب أحدًا بالجنون واللفح والحكة واليرقان! (تث ٢٨).
وقال لتلاميذه: أن موسى النبي هو الذي شَرّعَ الطلاق وأنه ليس من عند الآب السماوي (مت ١٩/ ٨)؛ وأنه يُقدم للبشرية شَرِيعَة جديدة أرقى جدًا من شريعة موسى "فكل ما قيل للقدماء بواسطة موسى" (مت ٥) اِرتقى به إلى ناموس الحُرية ورُوح الحياة؛ للذين يُحررهم الابن بالحقيقة (يو٧/ ٣٦)
وقَدَّم للبشرية صورة مُغايرة لتلك التي قَدَّمها موسى والأنبياء عن الله الآب: أنه ليس اِنتقاميًا قَتّالاً مُهلِكًا؛ بل إنه المحبة ومن يَثبت في المحبة يَثبت في الله والله فيه (١يو٤/ ١٦)؛ وعلّل هذا التَغيير للرؤية والتشريع بأنه هو الوحيد الذي من الله والوحيد الذي رأى الله (يو٦/ ٤٦)؛ وأن أحدًا غيره لم يراه (يو١/ ١٨)! لذلك فهو وحده القادر أن يُخَبِر عن حقيقة الآب السماوي عن رُؤية ومَعرِفَة حَقيقية.
الكنيسة المسيحية لم تفقد حكمتها وبصيرتها حينما قَبِلت بالعهد القديم المُتناقِض في كل شيء مع العهد الجديد؛ ولكنها قبلته مُكمَّلاً بالجديد ومُخَضَعًا لإعلان المسيح الجديد في عهده الجديد.
من له أذنان للسمع فليسمع؛ وأما مَن يَرى راحتهُ وتَقواه في أن يكون كِتابه المقدس متناقض: قَدِيمه مع جديده؛ وناموس موسى مع حياة المسيح وإنجيله! فليختار كُلٌّ طريقه كما يشاء!