يظن بعض المسيحيين أن تمسكهم بالمساواة بين وحي العهد القديم ووحي العهد الجديد هو نوع من التقوى؛ هذا إذا لم يكونوا من مأجوري الصهيونية العالمية التي تدفع لهم مرتباتهم الشهرية بصفتهم أعضاء تنظيم الصهيونية المسيحية؛ لتهويد المسيحية وإخضاعها ومسيحها القدوس للناموس الذي لم يكمل شيئًا! (عب ١٩/٧)؛ غير واعين إلى أن ألف باء المسيحية: أن الابن؛ الكلمة المتجسد هو نفسه وحي العهد الجديد "فالله لم يره أحد قط (ولا واحد من أنبياء العهد القديم) الابن الوحيد الذي في حضن الآب (فقط) هو خبر"(يو١٨/١)؛ بينما وحي العهد القديم هو: تكلم أناس الله القديسون (الذين لم يروا الله ولا سمعوا صوته "يو٣٧/٥”) مسوقين من الروح القدس؛ فما هو وجه المقارنة بين وحي أنبياء العهد القديم القديسين؛ وإعلان القدوس نفسه عن الآب: "أنا أعرفه لأني منه وهو أرسلني" (يو٢٩/٧) “ليس أحد يعرف الآب إلا الابن" (مت٢٧/١١)؟!
فإذا كانت عبارة المسيح له المجد: "ما جئت لانقض بل لأكمل" معناها كما يخدعون: "بل لأتمم" فلماذا لم يتمم المسيح الناموس في أيام جسده ولا مرة واحدة؟! ولماذا لم يترك وصية واحدة من الناموس؛ ولم يكملها؟! ولماذا يقول الرسول بولس عنه له المجد: أما الآن فقد ظهر بر الله (بالمسيح يسوع) وبدون الناموس! ومع ذلك فقد شهد له الناموس والأنبياء (رو٢١/٣) ثم لماذا يكون باقي سياق النص في (مت ٥) يتكلم عن التكميل وليس التتميم؟!
إن اقتباس المسيح ورسله من الناموس والأنبياء وتأكيد العهد الجديد على وحي أسفار العهد القديم ووحي الأنبياء؛ ليس مبررًا ولا مسوغًا لإنكار نعمة العهد الجديد وإعلان المسيح عن الآب! من أجل إعادة استدعاء القديم وناموسه وإخضاع فهم الإنجيل للقديم! هذه خيانة عظمي للإنجيل وللمسيح؛ فالعهد القديم هو فقط شاهد (٢بط١٩/١) صِدْق عن إنجيل المسيح؛ ولكنه ليس به بر! (غلا٢١/٢) ولم يكمل شيئًا! (عب ١٩/٧) وقد عتق وشاخ وهو قريب من الاضمحلال (عب ١٣/٨)
لأنه ليس بأحد غير المسيح الخلاص (أع١٢/٤) الخلاص الذي فتش وبحث عنه الانبياء (بط ١٠/١) الذين لم ينالوا المواعيد بل من بعيد نظروها وصدقوها وحيوها (عب ١٣/١١)
فهل يوجد إلهين: واحد للعهد القديم وآخر للجديد؟! أو كيف يكون الله واحد يقول في القديم: أبغض عدوك واقتل أخوك المرتد عن عبادته! ثم يتحول إلى النقيض في الجديد ويقول: أحبوا أعدائكم؛ وأحبوا بعضكم كما أحببتكم (يعني أكثر من نفسك!)
فكروا قليلاً بعقولكم وباستنارة الروح القدس قبل أن أعطيكم الإجابة ؛ ولا تسلموها موطئًا لتلاميذ ومعلمي الصهيومسيحية الذين يحولونكم عن حق الإنجيل، ويرتدون بكم عن إنجيل روح الحياة في المسيح يسوع ؛ إلى ناموس الخطية والعقاب بالموت (رو٢/٨)
بدلاً من انسياقكم غير المتدبر لحق الإنجيل وراء تعليم الصهيومسيحيه التي تنسب إلى الله حماقة؛ بخلط رؤية القديم للذين لم يروا الله؛ بإعلان الكامل للآب الذي يعرفه لأنه منه؛ ويضعون معثرة أمام عقول شباب يُعمِلون عقولهم للفهم، وأمام الذين هم من خارج؛ اقرأوا القديم بعيون الجديد ؛ لتدركوا أننا لسنا أمام إلهين! ولا إله واحد متناقض من نفسه من النقيض إلى النقيض؛ ولكننا أمام إعلانين ورؤيتين مختلفتين؛ واحدة منهما لمن لم يروا الله ولا سمعوا صوته؛ والأخرى للنور المولود من الآب قبل كل الدهور الذي قال عن نفسه وعن الآب "أنا أعرفه لأني منه" (يو٢٩/٧)
الفخ والمكيدة التي نصبتها الصهيونية للمسيحية؛ هي اختراق الكنيسة المسيحية بالصهيومسحية التي ترفع شعار الإيمان بالمسيح؛ ثم تسحب البساط من تحت أقدام المسيحيين البسطاء بقراءة وفهم وتفسير الإنجيل على خلفية الناموس والعهد القديم؛ بخدعة أن المسيح جاء لكي يتمم الناموس -حاشا- ولكي يكمل البناء على أساس الناموس والقديم؛ وليس أنه جاء بالمسكن الأعظم والأكمل (عب ١١/٩) دون أن يهدم القديم الذي اضمحل وشاخ! فالمسيح نفسه له المجد هو حجر الأساس الوحيد للمسكن الجديد الأكمل والأعظم.
لذلك فسنعالج المكيدة بحق الإنجيل باستنارة الروح القدس؛ بأن نقرأ الإنجيل بإنارة الروح القدس ونقرأ العهد القديم بعيون وإنارة إنجيل المسيح؛ وسنبدأ من سفر التكوين وسقوط الإنسان ثم بالطوفان وباقي الأحداث الأساسية؛ إن أحب الرب وعشنا.