ليس لي أن أصدر حكمًا ولا أن أدين أحدًا؛ فكل الدينونة قد دُفعت إلى الابن؛ ولكنني مأمور ومكلف بالدفاع عن حق الإنجيل (غل٢: ٥)
وحق الإنجيل هو: أن الله لم يره أحد قط من أنبياء العهد القديم القديسين، ولا سمع أحد منهم أو غيرهم صوته (يو ه: ٣٧)؛ وأن الروح القدس لم يكن قد أُعطي لأحدٍ منهم (يو ٧: ٣٩) ولكنهم فقط تكلموا "مسوقين" من الروح القدس في نبواتهم (٢بط١: ٢١)؛ وحق الإنجيل: أن الناموس لم يكمل شيئًا (عب٧: ١٩)؛ وقد لقبه الرسول بولس: "بناموس الخطية والموت" بالمقارنة مع "ناموس (الروح القدس) روح الحياة" (رو٨: ٢)؛ وحق الإنجيل أن الرسول بطرس قارن مشبها وحي العهد القديم "الكلمة النبوية" بسراج منير إلي جوار شمس النهار - يسوع المسيح - وحي العهد الجديد (٢بط١:١٩).
ومن هنا جاء تساؤلي وليس حكمًا: هل الذين يبشرون بالمساواة بين وحي العهد القديم ووحي العهد الجديد؛ هم حقًا مسيحيون! ولم يقرأوا النصوص الإنجيلية عالية؛ فهم مخدوعون؟! أم أنهم قرأوها ويتجاهلونها لأنهم مأجورين؛ للمساواة بين اليهودية والمسيحية فتبقى اليهودية بالتوازي مع المسيحية؛ إنكارًا لحق الإنجيل في (عب ٧: ١٢، ١٩،١٨) أن المسيحية حلت محل اليهودية وناموسها الذي لم يكمل شيئا؟!
ثم يأتي سؤالي الثاني: ما الذي لم يكمله المسيح بعهده الجديد وأبقي عليه كما كان في العهد القديم؟ بخلاف الوصية الأولى: "تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل نفسك ومن كل فكرك" (مت٢٢: ٣٧)
أما سؤالي الثالث فهو إلى تلاميذ حركة الإصلاح التي غيرت التاريخ المسيحي بشعار العودة إلى الإنجيل: أين كنتم حينما اندست وتوغلت في كنائسكم شرقًا وغربًا هذه الحركة التهويدية التي شوهت "حق الإنجيل" لصالح اليهودية وناموسها باسم وحدة الكتاب المقدس؛ فصارت مسيحيتكم "ديانة الازدواجية" ووعاء المتناقضات بخلط قديم يقتل المرتد، ويرجم الزانية، ويكره الأعداء، ويُحَرِم المدن بساكنيها؛ بجديد يحب الأعداء، وإله يحب الخطاة ولا يهلكهم بالطوفان والمرض، ويطلب ويخلص ما قد هلك؟!
راجعوا من فضلكم انتقادات الفلاسفة الملحدين للمسيحية؛ تجدوا أن أكثر نقدها للمسيحية هو من العهد القديم! ولم يجدوا من يرد عليهم؛ لأن الكنيسة وقادتها صاروا مخترقين بالتهويد إلى النخاع!
لقد أُختزل عمل الروح القدس ومواهبه والمسيحية بجملتها في فكرة واحدة هي الإيمان؛ وأُختزل الإيمان في التصديق؛ وصار اجتماع الكنيسة المسيحية نسخة طبق الأصل من المجمع اليهودي ولا يمت بصلةٍ إلى كنيسة أعمال الرسل!
لا تحطموا المرايا؛ بل فتشوا عن حق الإنجيل.