أربعة من الشباب الأتقياء الباحثين عن استعادة كنيستهم الكاثوليكية في آنآربور بولاية ميتشجان الأمريكية لمواهب الروح القدس: طلبوا الصلاة من خداما في واحدة من الكنائس المملؤة بمواهب الروح القدس حتى ينقلوا إليهم اختبار المواهب الروحية؛ ثم عادوا إلى كنيستهم الكاثوليكية ليؤسسوا نواة الحركة الكاريزماتية (المواهبية) في الكنيسة الكاثوليكية؛ التي نمت وانتشرت مجموعاتها في أنحاء العالم داخل الكنيسة الكاثوليكية؛ وانضم إليها كهنة وأساقفة وأيضا كاردينالاً؛ حتى أن الفاتيكان أعترف رسميا بها كحركة روحية في الكنيسة الكاثوليكية.
مجموعة من حركة الكاريزماتيك الكاثوليك زارت مصر في أواخر ستينيات القرن الماضي (العشرين) وقدموا شهادات عملية لمواهب الروح القدس المتنوعة؛ مع نموذجًا كان جديدًا علينا وعلي العالم؛ من الالتزام بكنيستهم الكاثوليكية ونظام عبادتها السرائري؛ وأيضا في احتضان وقبول الكنيسة الكاثوليكية لحركة المواهب الروحية؛ فيما كان بعض قادتنا آنذاك الذين نشأوا في حي شُبرا بالقاهرة مُعقدين ومتصارعين في شبابهم مع دعاة المواهب (ربما بسبب اختزالها في التكلم بالألسنة!)؛ فكانوا يسخرون ويقلون من شأن اختبار المواهب؛ لكن الحق يقال أن المتنيح البابا كيرلس السادس كان مملوءا من مواهب الروح القدس؛ وكنا نقف طابورًا أمامه يوزع علينا أعمال الشفاء وطرد الشياطين وكلام العلم والنبوة .. الخ
المهم أن زيارة مجموعة الكاثوليك الكاريزماتيك إلى مصر قالت لنا عمليًا: أن مواهب الروح القدس ليست مقصورة على البابا أو القديسين الذين اعترفت الكنيسة بقداستهم! كما أنها ليست الألسنة وكفي! وأيضا أن الكهنة والأساقفة انخرطوا فيها واعترفت بها الكنيسة رسميا؛
هذا كان مهما لأبناء جيلي من الأرثوذكس الذين تربوا على سماع أصوات التشكيك والإنكار للمواهب؛ من القادة الذين لم يتذوقوا يومًا قوة الله ولا مواهب الروح! حتى يبدأ البعض (مثلي) رحلة البحث عن الحقيقة والجد للمواهب الروحية؛ لكي أخلص إلى النتيجة: أن المواهب الروحية جزء لا يتجزأ من حق الإنجيل ومن حياة الكنيسة كما يصفها سفر أعمال الرسل؛ ولكنها لن تزدهر بدون كنيسة تعيش بقداسة وصية المحبة.
بعد نضج الخبرة لتحقيق استعادة مواهب الروح القدس بنعمة المسيح ومحبته؛ رأيت أنه واجبي أن أشارك هذه الخبرة المباركة لجميع المتعطشين إلى استعادة حياة الكنيسة الأولى ومواهب الروح القدس من مختلف الكنائس التي تعتبر بقانون الإيمان النيقاوي (بالحقيقية نؤمن بإله واحد….) لذلك أطلقت إرسالية "من مصر دعوت ابني" كمؤسسة خيرية مستقلة ومسجلة؛ فلا تكون مرتبطة بطائفة أو كنيسة بعينها؛ بل تكون ساحة جامعة للجميع: لمن يريد من الخدام والرعاة الذين يسعون لاختبار مواهب الروح القدس؛ حتى يخدموا بها في كنائسهم المتنوعة؛ من أجل امتداد ملكوت المسيح ومجده.