حينما دعا المسيح له المجد تلاميذه وأعطاهم سلطانًا (مت ١٠: ١) وحينما ظهر لهم بعد قيامته وقال لهم: "قد دُفِعَ إلي كل سلطان" (٢٨: ١٨) لم يُعطِهم سلطانًا على الرعية! ولكن أعطاهم سلطانًا على الأرواح النجسة لكي يخرجوها؛ وحينما أرسل -له المجد - الرسول بولس (اع ٢٦: ١٨) أعطاه السلطان لينقذهم من سلطان الشيطان إلى الله؛ فالسلطان الرسولي الذي أعطاه المسيح لرسله كان سلطانا على الشيطان وليس سلطانًا على الإنسان:
"مثل هذا يسلم للشيطان لهلاك الجسد" (١كو٥: ٥) طبعًا هذا بافتراض أن بولس الرسول كان عنده سلطانًا على الشيطان أن يقيده ويطرحه خارجًا!
أما سلطاني على رعيتي كأسقف فهو سلطان بالتفويض والانتخاب (التزكية) وهذا طبعا بافتراض أن من حق الشعب أن يختار راعيه؛ وهو سلطان المحبة: "أنا ولدتكم في المسيح"، "يا أولادي الذين أتمخض بكم"
ولكن منذ متى تم استبدال السلطان على الشياطين؛ بالسلطنة على البني آدميين في الجماعة المدعوة كنيسة المسيح؟! الإجابة سهلة جدًا وهي: منذ أن افتقر الأساقفة إلى السلطان الروحي على الشياطين! فكان البديل هو الدجل والتسلطن على البني آدميين إلى حد إهدار آدمتهم وإهانتهم وهم مستسلمين ومستكينين وخانعين! بسبب غسيل الأدمغة الذي أقنعوا بها السذج: أن هؤلاء الذين لم يفعلوا آية أو قوة واحدة طوال حياتهم؛ هم خلفاء الرسل الذين شفوا المرضي وأقاموا الموتى؛ وأن عندهم كالرسل سلطان في الأرض وفي السماء!
يحكي التاريخ: أن البابا جريجوري السابع غضب على هنري الرابع ملك انجلترا وحرمه؛ فجاء إليه هنري الرابع يستسمحه ويستغفره! فما كان من البابا إلا ترك الملك واقفا علي باب قصره (في الطل) في حديقة قصره؛ ثلاثة أيام وثلاثة ليالي؛ حتى سمح له بالدخول؛ لكي ينحني له الملك قائلا أخطأت يا أبتاه! للقصة بقية: ففي وقت لاحق جمع هنري الأساقفة وحرموا وجردوا صاحب السلطان في الأرض وعلى السماء البابا جريجوري السابع!
تحية لروح كل فارس مات واقفا؛ ولم تنحني له ركبة لأصحاب السلطنة الخادعة على المغرر بهم والأغبياء!
"فقال الرب: فمن هو الوكيل الأمين الحكيم الذي يقيمه سيده على خدمه ليعطيهم العلوفة في حينها؟ طوبى لذلك العبد الذي إذا جاء سيده يجده يفعل هكذا! بالحق أقول لكم أنه يقيمه على جميع أمواله ولكن إن قال ذلك العبد في قلبه: سيدي يبطئ قدومه، فيبتدئ يضرب الغلمان والجواري ويأكل ويشرب ويسكر. يأتي سيد ذلك العبد في يوم لا ينتظره وفي ساعة لا يعرفها فيقطعه ويجعل نصيبه مع الخائنين" (لو ١٢: ٤٢- ٤٦)