في حلقة جريئة على إحدى المحطات التليفزيونية الأمريكية ؛ سألت رئيسة القناة ضيفها: ألا تلاحظ أننا على مدى سنوات الآن؛ لم تعد كلمة الخدام ولا الكنائس بقادرة على تغيير حياة الناس أو ربح النفوس؟ الضيف أيد الظاهرة التي صارت شبه عامة؛ دون أن يشرح أو يحلل الأسباب.
لاشك أن التاريخ يحمل شهادة لمارتن لوثر؛ أنه حرر الإنسان الغربي من القيود التي كانت قد وضعتها الكنيسة الكاثوليكية في العصور الوسطى على قراءة الأفراد للكتاب المقدس، وأن كنائس حركة الإصلاح أنعشت الروح الإيمانية والتبشيرية؛ لكن هذا الانتشار الأفقي الواسع؛ إستتبعه مناهج تبشيرية تعلم أن الإيمان بالمسيح هو التصديق! وأن الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله؛ دون إعطاء الأهمية الكافية للبرهنة على الإيمان بالثمر؛ ولا على أهمية قداسة المبشر بالكلمة، ولا توشحه بالسلطان الروحي مع تغيب شبه عام لمواهب الروح القدس.
فإذا استبدلنا التركيز على الإيمان والتبشير؛ بالطقوس والعقيدة في الكنائس التقليدية؛ فسنرى نفس النتيجة التي طرحها البرنامج الذي أشرت إليه في بداية هذا المقال.
أرى أن بداية الحل هي إعادة قراءة سطور إرسالية الرب لبولس الرسول في ( أع ٢٦: ١٦-١٨) لنكتشف أنه أرسله ليفتح عيونهم وينقلهم من سلطان الشيطان إلى الله أولا ؛ حتى يؤمنوا بالمسيح! ومن ثم ينالوا غفران الخطايا وليس مجرد الإخبار بالكلمة! فالكلمة المقدسة والصلاة هما الأدوات الفعلية التي لدينا للتبشير بالمسيح؛ لكن يظل السؤال المحوري هو: هل كلمتنا وصلاتنا ممسوحة بنعمة الاستنارة وقوة السلطان على الشياطين والأرواح النجسة؟!
في رأيي أن تحولنا إلى فهم إرسالية الرب للرسول بولس كما أسلفنا؛ هي الإجابة على السؤال المطروح في رأس المقال: ولكن قم وقف على رجليك لأني لهذا ظهرت لك، لأنتخبك خادمًا وشاهدًا بما رأيت وبما سأظهر لك به، منقذًا إياك من الشعب ومن الأمم الذين أنا الآن أرسلك إليهم لنفتح عيونهم كي يرجعوا من ظلمات إلى نور، ومن سلطان الشيطان إلى الله