كانت شهادة أول الشهداء إستفانوس عن المسيح بين أهله من اليهود قوية مؤثرة وموبخة أيضًا؛ ومع أن بهاء حضور المسيح كان ظاهرًا على وجهه؛ حتى أنهم رأوا وجهه كأنه وجه ملاك (أع١٥/٦) إلا أن ردة فعلهم برهنت عمليًا على حقيقة ما وصفهم به أنهم قساة الرقاب وغير مختونين القلوب والأذان (أع٥١/٧) فحنقوا بقلوبهم وصروا بأسنانهم عليه (أع ٥١/٧) ولم يكن رد السماء ببعيد ولا متأخر عليه فقد رأي السماوات مفتوحه وابن الإنسان قائمًا عن يمين الله (أع ٥٥/٧) وهكذا جروه خارجًا ورجموه؛ وفاضت روحه إلى المجد الأبدي؛ تاركًا لهم بيتهم ومملكتهم لكي يأتي القائد الروماني تيطس لكي يخربها إلى الأساسات ويسبي من تبقى أسرى وعبيدًا في مناجم الفحم في روما؛ لأنهم لم يعرفوا زمان إفتقادهم!
الدرس الذي لم يستوعبه الشيطان أبدًا؛ ولَم يفطن إليه كل عبيده من الطغاة وقساة القلوب: أن الله هو ضابط الكل وأنه فوق سلطان ملوك الأرض؛ ومتسلط في مملكة الناس؛ يعطيها لمن يشاء ويسلط عليها أدنى الناس؛ وأما من يسلك بالكبرياء فهو قادر أن يذله!
أما أولئك الذين ظُلموا وأُفتري عليهم فهم الذين يرثون الأرض؛ وهم الذين بإيمانهم قهروا الممالك ونالوا المواعيد وصنعوا برًا وخلدت أسمائهم في مجد الله إلى أبد الآبدين.