فكرة الثواب والعقاب والجنة والنار؛ فكرة قديمة قدم التاريخ والضمير الإنساني؛ وقد سبق أجدادنا الفراعنة التاريخ الديني والأديان في التبشير بها؛ قبل أن تصبح واحدة من أهم ثوابت الأديان حتى أن أول جملة يسمعها الأطفال الصغار عن الله في شرقنا؛ هي عبارة "ربنا ها يوديك النار لو ماسمعتش كلام بابا وماما"! حتى أنني؛ بدون مزاح أو مبالغة تصويرية: كنت أتخيل في طفولتي أن الله صاحب الجنة؛ قد وكل الآباء والأمهات في أمر الموافقة على دخول أبنائهم وبناتهم إلى الجنة والنار! حتى كبرت وذهبت إلى الكنيسة لأتعلم أن موكلي الجنة والنار الحقيقيين ليسوا هم والدي ولكنهم الأفاضل الذين يحلون ويحرمون الناس من دخول جنة السماء!
لما كبرت أكثر وجدت أناس يهتفون "على السما رايح هنيئا لي" بينما سمعت بأذني رئيس كنيسة مسن يقول لشعب كنيسته مادام بتيجوا الكنيسة وبتتناولوا؛ فكلكم رايحيين السماء!! عمومًا الموقفين ذكروني بفيلم الغبي والنصاب وحكاية الذي باع؛ والذي إشتري منه "الترام"
الإجابة بحسب إنجيل المسيح: ها ملكوت الله داخلكم؛ ومن هو مقدس فليتقدس بعد؛ وأما من هو نجس فليتنجس بعد؛ فإذا كان المسيح في داخلك وأنت تعيش في طاعة محبته؛ فحتمًا ستكون مع المسيح؛ وأظن أن العكس صحيح بداهة؛ لكن البعض يحتجون بأنهم أصحاب الجنة؛ فهم وحدهم الذين عندهم المسيح الذي قال عنه الإنجيل ليس بأحد غيره الخلاص؛ وسؤالي لهم هو: إذا كان خلاص المسيح ليس إلا بالمسيح؛ فهل لا يستطيع المسيح أن يبني علاقة مباشرة مع أي إنسان ويهبه محبته؛ دون الرجوع إلى رؤساء الكهنة؛ أو أخذ تصريح منهم؟!