الإيمان كله؛ هو مجموعة من الغيبيات؛ والتي من الصعب أحيانًا البرهنة عليها بالحجة والعقل والمنطق مثل البرهنة على الحياة الآخرة والنعيم أو الشقاء الأبدي! وهذه عينة من قضايا إيمانية كثيرة؛ فضلا عن الموروثات الدينية التي تتناقض مع العقل أحيانًا بل ومع صفات الخالق الكريمة!
كتب صديق فاضل يتسائل: لماذا ترك الله إبنه (بحسب العقيدة المسيحية) يواجه الصلب والقتل دون أن يتدخل لإنقاذه؟! ومن ثم كتبت شرحًا لمعنى صلب المسيح لفداء البشرية والغلبة على الشيطان وعلى الموت؛ ثم كان رده على شرحي: أن الأمر صعب التصديق!
طبعًا الأمر صعب التصديق بدون برهان! وكذلك قيامة المسيح من الأموات؛ وعشرات بل مئات المعتقدات التي ورثناها كمسلمات؛ والتي سينتهي بنا الجدال حولها إلى الاختلاف وربما العراك بدون جدوى! لذلك لزم أن يكون الإيمان قضية شخصية وخصوصية؛ ولا يحق لأحد أن يسائل الآخر أو يجادله في إيمانه إلا بالحسنى وبحرية الأختيار وأن يحترم كلٌ إيمان الآخر ويوقره؛ بقدر ما ينبغي أن تُوقر وتُحترم الحرية وكرامة الإنسان.
أما قناعتي في حل مشكلة البرهنة على غيبيات الإيمان؛ فهي البرهنة على ما هو غيبي وغير منظور؛ بالأعمال المنظورة؛ وعليه: فبرهاني على قيامة المسيح وفدائه؛ هو المعجزات وقوات الشفاء التي تجرى كل يوم بهذا الإيمان؛ فكنيسة بدون أعمال المسيح ومعجزاته؛ هي كنيسة يعوزها البرهان!