عاش المسيح له المجد بين الناس حياة ابن الإنسان بكل ما تحمل الكلمة من معنى؛ فحينما كان يطيل السير؛ يتعب ويجلس ليستريح؛ ولما صام؛ جاع مشابهًا إخوته في كل شيء؛ ولكنه مع ذلك كانت أعماله معجزية غير مسبوقة لفرح الإنسان وسعادته فأبرأ الأبرص، وفتح عيون العُمي، وأقام الموتى؛ ومع ذلك تعرض لسيل من الانتقادات والتشكيك؛ لا يتناسب مع روعة الصورة التي خدم بها المتألمين من البشر!
فإذ كان يُشتم لم يكن يَشتم عوضًا ولم يكن يهدد! ولم يصمت! بل كان يرد دائمًا ردًا قويًا منطقيًا وبالبرهان فيقول لهم: "الأعمال التي أعملها باسم أبي هي تشهد لي" (يو١٠/ ٢٥)
كان من الممكن أن نتجنب تخريبًا وخداعًا كثيرًا؛ ومناقشات وصراعات واتهامات كثيرة، لو كنّا أعملنا عقولنا مستخدمين هذه القاعدة المنطقية المُبَرهِنة؛ التي استخدمها المسيح له المجد علي هذا النحو: "أرني كيف يكون إيمانك من غير أعمال؛ وأنا أريك كيف يكون إيماني بأعمالي" (يع٢/ ١٨ المشتركة)