من اليوم الأول لميلاد المسيح له المجد؛ وقد بدأ الشرير معه محاولة قتله طفلًا حتى الصليب؛ فكانت القيامة من الأموات التي أجهضت حلمه وأبطلت مُلكه وطُرح إلى الهاوية! فذهب يصنع نفس الحرب مع تلاميذه ومختارية بالاضطهاد والقتل والظلم وكانت نفس النتيجة والنهاية؛ سقوط الامبراطورية الرومانية وانتشار المسيحية والكنيسة فيها؛ آخر موقعة عنف ضد كنيسة المسيح كانت هي الشيوعية في روسيا؛ ثم إنهيار الشيوعية وعودة الملايين إلى الإيمان وإلى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية؛ وأمثلة أخرى كثيرة ملأت التاريخ هنا وهناك؛ أثبتت فشله في هدم المسيحية بالسيف والاضطهاد.
لكن الحيلة الشريرة التي لجأ إليها هنا وهناك؛ كانت إختراق الكنيسة نفسها بالخونة والمٌضَللين من أبنائها وقادتها! فلجأ للإبقاء على الشكل مع التعصب والتشدد؛ وفرغها من جوهر المحبة وتعليم الحياة الجديدة والإمتلاء من الروح القدس؛ فكانت الطامة الكبرى أن صارت الكنيسة المسيحية بلا مسيح وبدون خلاص حقيقي؛ ولا إمتلاء بالروح القدس؛ فسكنت الخرافة العقول بدلًا من المعجزات وقوات الروح القدس ومواهبه!
وهكذا فُصل الجسد عن الرأس وبقيت له شكل العبادة وظاهرية الإيمان بإسم المسيح؛ وغابت المحبة وقوة الله؛ وحقق الشرير بمكيدة الخيانة ما لم ينجح فيه بسيف الظلم والاضطهاد!
"أَحْشَائِي، أَحْشَائِي! تُوجِعُنِي جُدْرَانُ قَلْبِي. يَئِنُّ فِيَّ قَلْبِي. لاَ أَسْتَطِيعُ السُّكُوتَ. لأَنَّكِ سَمِعْتِ يَا نَفْسِي صَوْتَ الْبُوقِ وَهُتَافَ الْحَرْبِ."(إر ١٩/٤)
"عَلَى هذِهِ أَنَا بَاكِيَةٌ. عَيْنِي، عَيْنِي تَسْكُبُ مِيَاهًا لأَنَّهُ قَدِ ابْتَعَدَ عَنِّي الْمُعَزِّي، رَادُّ نَفْسِي. صَارَ بَنِيَّ هَالِكِينَ لأَنَّهُ قَدْ تَجَبَّرَ الْعَدُوُّ." ( مراثي ١٦/١)